خامنئي في خطبة الجمعة : الشعب اختار الأصلح للحكم .. وأفكار نجاد أقرب لي من رفسنجاني

بواسطة | إدارة الموقع
2009/06/19
مفكرة الإسلام: خاطب مرشد الثورة الإيرانية "علي خامنئي" الشعب الإيراني خلال صلاة الجمة اليوم في جامع طهران الكبير، مركزًا على تداعيات الانتخابات الرئاسية والنتائج التي خرجت بها وما أعقب ذلك من تظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي المرشح الخاسر مير حسين موسوي لليوم السادس على التوالي.
وبدأ خامنئي خطبته في صلاة الجمعة اليوم حول نتائج الانتخابات الإيرانية المثيرة للجدل، وقال: "رغم وجود العديد من العوامل المنحرفة التي كان يمكن أن تؤثر علينا ولكن شعبنا ثبت على إيمانه ونجح شبابنا في الاستمساك بالقيم الروحانية بينما الغرب غارق في الحياة المادية، وفشلوا في الاحتفاظ بأية معان روحية أو إيمانية".
وأضاف: "لقد تعرضنا لحرب استمرت ثماني سنوات ولكننا صمدنا وخرجنا منها مرفوعي الرأس، وشبابنا وإن كان بعضهم لا يظهر عليهم علامات الروحانية إلا أن قلوبهم تتوجه نحو الله، ولقد رأيت الكثير جدًا من الشباب الذين يتعلقون بالله".
وفيما يتعلق بقضية الانتخابات أوضح خامنئي أن لديه ثلاث قضايا يريد أن يطرحها، أولها توجيه الخطاب للأمة بكاملها وقال: "وثانيا الخطاب للقوى السياسية في البلاد، وفي الأخير يريد مخاطبة العالم الغربي.
خامنئي يتملق الشعب الإيراني:
وقال خامنئي: "بالنسبة للشعب العزيز فأقول إنني أشكرك بحجم كل الدنيا وأنا لست ممن يتملقون الآخرين ولكنني أتحدث إليكم أيها الشعب العزيز وأؤكد أنكم أكبر من كل شيء، ولو شعرتم أنني أتملقكم فهذا حقكم، ولقد قمتم بعمل عظيم لأن انتخابات التي جرت يوم الجمعة كانت مثالاً على روح المشاركة المتفاعلة في إدارة البلاد، ولقد كانت دليلاً على عشق هذا الشعب للنظام، ولا يوجد نظير لما قمتم به في أي نظام ديمقراطي في العالم كله، سواء كان ذلك في الديمقراطيات الزائفة الكاذبة أو الحقيقية".
وأضاف: "في بلادنا ومنذ الاستفتاء الذي جرى في عام 1980 لم أر نظيرًا لما قام به هذا الشعب في العالم كله، ولقد كررتم العظمة التي جرت في هذا الاستفتاء، مشيرًا إلى مشاركة أربعين مليون ناخب في الانتخابات الأخيرة.
وأردف: "إن جيل الشباب أظهر عشقه السياسي وحراكه السياسي بما كنا نشاهده في الجيل الأول للثورة والفارق أن الجيل الأول للثورة فرضت عليه حرب سريعة، ولكن الشباب الآن شاركوا في الانتخابات أكدوا لنا أن التعاطف مع الثورة وهذا أمر عظيم".
وتابع: لقد كانت هذه الانتخابات هزة سياسية لأعدائكم ولكن أصدقاءكم في كل البقاع رأوا فيها عيدًا حقيقيًا، ولقد أجبرت هذه الانتخابات الجميع على الاعتراف بالديمقراطية الدينية ولقد تجاوز شعبنا هذا الاختبار الصعب".
خامنئي: شعبنا صوت بالأساس لصالح نظام الثورة
وفيما يتعلق بخطابه للنخبة السياسية والمرشحين قال خامنيئ: "هذه الانتخابات أظهرت أن الشعب شارك بثقة وإقبال وهو يريد أن يعيش بحرية وهذا يفضح كذب وسائل الإعلام الأجنبية المغرضة، ويؤكد أن شعبنا راغب في العيش بهذا النظام ويؤيد هذا النظام الحالي لأنه أقبل وأدلى بصوته وشارك بكل رغبة، ولكن الأعداء يستهدفون هذه الثقة القائمة بين الشعب والنظام، وهذه الثقة هي أكبر رأس مال لدينا هنا في الجمهورية الإيرانية، والأعداء يريدون أن يزيلوا الثقة ويعلمون جيدًا أن الثقة عندما تسلب فإن المشاركة ستكون ضعيفة، وهذا يثير الشكوك حول مشروعية النظام، وهذا خطر أكبر من إحراق الحافلات أو الاحتجاجات، لأن هذه خسارة لا يمكن تعويضها إطلاقًا".
وأضاف: "منذ شهرين قبل الانتخابات وفي بداية مارس الماضي تحدثت في مشهد وقلت إن وسائل الإعلام الأجنبية تريد أن تشكك الشعب في نتائج الانتخابات وأنه سيتم التلاعب في العملية الانتخابية، ولكن نظام الجمهورية الإسلامية راسخ وثابت والثقة فيه لا يمكن أن تتزعزع".
المرشحون الأربعة جميعهم من أبناء النظام:
وحول المنافسة في الانتخابات، قال خامنئي: "لقد كانت هناك معركة جادة ومنافسة شفافة بين المرشحين، وكانت السجالات والمناظرات شفافة لدرجة غير مسبوقة، ولكن المؤكد أن كل التنافس الذي جرى تم تحت إطار النظام الإسلامي، ولقد حاول الأعداء التشكيك في العلاقة بين المتنافسين خاصة وسائل الإعلام الصهيونية، ولكن الحقيقة أن التنافس لم يكن بين مؤيدي النظام وأعداء النظام، بل إن المتنافسين الأربعة كانوا جميعًا من أبناء انظام، وأولهم الرئيس الخدوم المتفاني الذي نثق به "أحمدي نجاد"، وأما الثاني فكان رئيس وزرائي أنا شخصيًا لمدة ثماني سنوات، والثالث هو قائد الحرس الثوري السابق وكان له دور أساسي في مرحلة "الدفاع المقدس"، أما الرابع فكان رئيس السلطة التشريعية وهؤلاء الأربعة هم عناصر النظام ورغم الاختلافات فيما بينهم إلا أنهم جميعًا من أبناء النظام وهذه المنافسة جرت داخل النظام، وهي منافسة لم تجر بين من هم داخل النظام ومن هم خارجه، بل جرت بين رجال ثوريين أعرفهم جميعًا عن قرب وأعرف كل ما يدور في داخلهم وتعاملت معهم جميعًا عن قرب ولا أقبل كل أفكارهم لأن بعض أفكارهم وممارستهم أنتقدها بكل صراحة، وما يحدث الآن يتم في داخل النظام".
وأضاف: "أما الشعب الذي اختار هذا المرشح أو ذاك إنما صوت في الأساس لصالح النظام ورغم الاختلاف حول الأصلح للفوز بالانتخابات فإن الشعب أيد النظام وأعرب عن تأييده له، ولقد كانت المناظرات صريحة وشفافة جدًا، وكانت لها نتائج إيجابية وأخرى سلبية".
تعليق خامنئي على المناظرات:
وأردف على خامنئي: "المناظرات تكمن خطورتها في أنها تشعل حالة من الصراع السياسي يستمر وتمتد آثاره لما بعد مرحلة الانتخابات وأن يكون هناك نزاع بين المسئولين والقيادات الشعبية، لأن الانتقادات الطبيعية للمسئولين تكون فرصة لتوضيح الأمور وإزالة الشبهات، ولكن ما حدث هو بخلاف ذلك وإن امتدت حالة الصراع بصورة غير إيجابية فإن هذا يكون خطيرًا".
وتابع: "لاحظنا في المناظرات بعض التشويه للحكومات السابقة وطرحت اتهامات بدون أدلة أو إثباتات واستندت إلى الشبهات فقط، وتم النيل من الحكومات السابقة بدون إنصاف ولاحظنا أن المتنافسين اتبعوا عواطفهم على الرغم من أنهم قالوا أشياء جيدة فقد قالوا أشياء سيئة كذلك، ولقد شاهدت هذه الحوارات والسجالات واستمتعت بحرية التعبير الموجودة في بلادنا، وفرحت أنني أجد نظامنا يقوم ويستند إلى آراء الشعب، ولكنني انزعجت من القسم السيء في المناظرات وتألمت كثيرًا، لأن الجانبين أخطأوا ووقعوا في التقصير للأسف، وتم توجيه إهانات كثيرة للرئيس القانوني للبلاد بصورة غير مقبولة، وهذه الاتهامات وجهت بصورة غير صحيحة ولو تم اتهام رئيس الجمهورية بالكذب فهذا أمر خطير، ولقد زيفوا برامج رئيس الجمهورية وأظهروه كذابًا وهذا غير صحيح كما وجهوا له الشتائم وعرضوه وكأنه إنسان خرافي وطرحوا مسائل غير مقبولة ولا أخلاقية، ومن الطرف الآخر وقعت أمور مشابهة ولكن بطريقة أخرى حيث تم وضع كل سجل الثورة على مدار 30 عامًا تحت الأقدام، كما تم لمز شخصيات مهمة في النظام بصورة لا تقبل".
خامنئي يمتدح رفسنجاني ويؤكد أنه يفضل نجاد:
ومضى يقول: "محاولة النيل من هاشمي رفسنجاني غير مقبولة على الإطلاق فالجميع يعرفه وأنا أعرفه منذ 52 سنة وهو من الأفراد الأكثر أصالة في هذه الثورة وكان من المبارزين والمجاهدين المهمين جدًا قبل الثورة، وبعد انتصار الثورة فإنه جاهد إلى جوار الإمام الخميني، وبعد وفاة الإمام ساندني ووقف بجانبي حتى هذه اللحظة وفي مرات عديدة كاد أن يقتل وقبل الثورة كان يسخر أمواله كلها لخدمة المناضلين، وبعد الثورة كان رئيسًا للجمهورية على مدى ثماني سنوات وتولى مسئوليات أخرى ولم يتهم إطلاقًا بأنه عمل لنفسه أو استفاد من منصب معين، ولم يحقق لنفسه أي مأرب شخصي، وتوجد اختلافات في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي ولكن الشعب يجب ألا يستمع إلى أكاذيب عن رفسنجاني، وهناك خلافات قوية بين الرئيس نجاد ورفسنجاني منذ انتخابات 2005 حول القضايا الخارجية وكيفية إدارة الدولة وحول بعض المسئول الثقافية ولكن أفكار رئيس الجمهورية هي الأقرب لي وهي التي أفضلها".
مجلس صيانة الدستور يقرر بشأن إعادة فرز الأصوات
وتزايدت وتيرة التظاهرات من أجل إبقاء الضغط على النظام الحالي في طهران في ظل الخلاف على نتائج الانتخابات، وذلك على الرغم من إعلان مجلس صيانة الدستور أنه يحقق في شكاوى تتعلق بـ646 مخالفة في الانتخابات تقدم بها موسوي والمرشحان الخاسران الآخران.
وقال المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي: "المخالفات تتعلق بعدم وجود بطاقات اقتراع، وتأخير في تسليمها" إضافة إلى تشجيع على التصويت لمرشح واحد".
وقال المجلس إنه سيستمع غدا السبت إلى المعترضين الثلاثة، موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي. وسيحسم القرار بشأن إعادة فرز الأصوات من عدمها في موعد أقصاه الأحد.

بحث سريع