أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية بأن قذف أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج من الملة ، وأكدت أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم، مشيرة إلى  إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وتوقيرهم والترضي عنهم.

يأتي هذا البيان بعد يوم من “مباهلة فضائية” جدد فيه الشيعى ياسر الحبيب إساءته لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتطاول على الصحابة رضوان الله عليهم، قائلا أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأم المؤمنين عائشة والسيدة حفصة في النار.

محبة الصحابة وآل البيت

وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة في بيان أصدرته دفاعاً عن ” أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ” بثته وكالة الأنباء السعودية السبت 9/10/2010 : “إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم”، مشيرة إلى أنهم هم ” الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين وهم الذين عايشوا نزول الوحي وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته وكفى بذلك منقبة وفضيلة : قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) التوبة(100)”.

وبين البيان كذلك أن “من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم”، مشيرا إلى ” أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته “

ودلل على ذلك بقوله تعالى “( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا *وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب (32 ) -(33).”

وبينت اللجنة أن “من معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت” .

ولفتت اللجنة إلى قوله عليه الصلاة والسلام : ” لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ” متفق عليه.

وأكدت أن “سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها “.

مناقب السيدة عائشة

وتعرض البيان لنماذج من مناقب السيدة عائشة رضي الله عنها،  موضحا أن “مناقبها رضي الله عنها كثيرة مشهورة وقد وردت أحاديث صحيحة بخصائص انفردت بها عن سواها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن”.

ومن بين المناقب التي أوردها البيان ” مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه “

وبين كذلك أن “من مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بمحبتها لما سئل عن أحب الناس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة قلت فمن الرجال قال أبوه” .

كذلك ذكر البيان أن ” من مناقبها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها في يومها “.

وتابع “ومن مناقبها رضي الله عنها إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة.”

كذلك أوضح البيان أن ” من مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور 11 إلى قوله تعالى (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور ( 26 ) .”

يخرج من الملة

وأردف البيان “وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم”.

وبين أن ” الواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .”

وزيل البيان بتوقيع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، وعضوية كل: من الشيخ أحمد بن علي سير المباركي، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، والشيخ  عبدالله بن محمد الخنين، والشيخ عبدالله بن محمد المطلق، والشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير.

مباهلة فضائية

يأتي هذا البيان بعد يوم من “مباهلة فضائية” بين إمام مسجد الإمام مالك بالعاصمة الكويتية الداعية الشيخ محمد الكوس مع الشيعي ياسر الحبيب على قناة “الحكمة” الفضائية يوم الجمعة الماضي، و جدد فيه الحبيب إساءته لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتطاول على الصحابة رضوان الله عليهم، قائلا أن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأم المؤمنين عائشة والسيدة حفصة في النار.

والمباهلة تعني الملاعنة، أي الدعاء بنزول اللعنة على الكاذب من المتباهلين المتلاعنين، وهي مشروعة، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل ، و إلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه ، و الأصل في مشروعيتها آية المباهلة ، و هي قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .

وبدأ ياسر الحبيب المباهلة قائلا: “اللهم رب السماوات السبع ورب الأراضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ان كان ياسر بن يحيى الحبيب جحد حقا أو ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما. وإن كان محمد بن عبد الرحمن الكوس جحد حقا أو ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما. برئت من حول الله وقوته وأُلجأت إلى حولي وقوتي ان لم يكن أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة في النار أبرأ إلى الله من حوله وقوته وألجأ إلى حولي وقوتي إن لم أكن على الحق في ذلك وإني لصادق بر فيما أقول والحمد لله رب العالمين نصر الله من نصر محمدا وآله الطيبين”

ثم قال الداعية الإسلامي الشيخ محمد الكوس:” أنا محمد بن عبدالرحمن الكوس أبتهل إلى الله داعيا فأقول اللهم إن كان أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة المبرأة من فوق سبع سموات الطاهرة العفيفة حبيبة حبيب رب العالمين وحفصة رضوان الله عليهم جميعا في الجنة واللهم أظهر الحق وانصرني وأنزل بأسك ولعنتك على ياسر الحبيب وان كان أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة – رضي الله عنهم جميعا-في النار فالعني بلعنتك وانزل علي حسبانا من السماء وصلى الله وسلم على نبينا محمد”.

واعترض ياسر الحبيب على صيغة مباهلة الشيخ الكوس، وأصر على أن يتم إعادة الصيغة بنفس النص الذي قاله مع تبديل الأسماء والمعتقدات”، ووافق الشيخ الكوس مؤكدا ثقته فيما يقول  لأنه على حق.

وردد مجددا الصيغة التي طلبها ياسر الحبيب أكثر من مرة، قائلا :” اللهم رب السماوات السبع ورب الأراضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان محمد بن عبد الرحمن الكوس جحد حقا أو ادعى باطلا فانزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما. وإن كان ياسر بن يحيى الحبيب جحد حقا أو ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما. برئت من حول الله وقوته والجأت إلى حولي وقوتي ان لم يكن أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة في الجنة أبرأ إلى الله من حوله وقوته وألجأ إلى حولي وقوتي إن لم أكن على الحق في ذلك وإني لصادق بر فيما أقول”

وبعد المباهلة أكد الكوس خلال حديثه مع مقدم البرنامج د.وسام عبدالوارث أن ياسر الخاسر على باطل وسيرى من الله سبحانه وتعالى ما لا قبل له به، وسيحل به بأس الله لأنه افترى على عزته وجلاله، حينما قال إن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة في النار، والله قد رضي عنهم وبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة رغم أنف كل حاقد.

وكان الشيخ الكوس قد دعا الحبيب للمباهلة بعد إساءته لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلال حفل أقامه في لندن خلال شهر رمضان الماضي بمناسبة ذكرى وفاة السيدة عائشة، وأطلق في هذه المناسبة تصريحاته المسيئة إلى أم المؤمنين، وقد بثت هذه التصريحات في شريط مصور نشر على موقعه الإلكتروني.

وسحبت السلطات الكويتية الجنسية من ياسر الحبيب في 21/9/2010 على خلفية تهجم الحبيب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والإساءة إليها ووصفها بأوصاف لا تليق بمكانة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.