سقاية الحاج مأثرة بني هاشم

بواسطة | الشريف محمد الحارثي
2011/05/18

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:

قال الأزرقي –رحمه الله-: فأما السقاية فحياض من أدم كانت على عهد قصي[1] توضع بفناء الكعبة ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل ويسقى بها الحاج.

ولم تزل بيد عبدمناف؛ فكان يسقي الناس من “بئر كر آدم”[2]، و” بئر خم”[3]  على الإبل في المزاد والقِرَب ، ثم يسكب ذلك الماء في حياض من أدم بفناء الكعبة، فيردُه الحاجّ حتى يتفرقوا، وكان يستعذب ذلك الماء ، وقد كان قصي حفر بمكة آباراً، وكان الماء بمكة عزيزاً، إنما يشرب الناس من آبار خارجة الحرم. فأول ما حفر قصي بمكة؛  حفر بئراً يقال لها ” العجول، وكان موضعها في دار أم هانئ بنت أبي طالب بالحزورة ، وكانت للعرب إذا قدمت مكة يرِدُونها فيسقون منها ويتراجزون عليها.

وقال قائل فيها:

أروى من العجول ثمت انطلق *** إن قصياً قد وفى وقد صدق

بالشبع للحي وري المغتبق

وحفر قصي أيضاً بئراً عند الردم الأعلى، عند دار أبان بن عثمان التي كانت لآل جحش بن رتاب ثم دثرت، فنثلها جُبير بن مُطعم بن عَدي بن نوفل بن عبدمناف وأحياها.

ثم حفر هاشم بن عبدمناف “بذّر” وقال حين حفرها: لأجعلنها للناس بلاغاً. وهي البئر التي في حقّ المقوم بن عبدالمطلب في ظهر دار طلوب-مولاة زبيدة- بالبطحاء في أصل الُمستنْذَر، وهي التي يقول فيها بعض ولد هاشم :

نحن حفرنا بذّر *** بجانب المسنتذ *** تسقي الحجيج الأكبر

وحفر هاشم[4] أيضاً ” سَجْلة” ، وهي البئر التي يقال لها: بئر جُبير بن مُطعم، دخلت في دار القوارير. فكانت سجلة لهاشم بن عبدمناف، فلم تزل لولده حتى وهبها أسد بن هاشم للمُطعم بن عدي حين خفر عبدالمطلب زمزم واستغنوا عنها، فلم يزل هاشم بن عبدمناف يسقي الحاج حتى توُفّي.

فقام بأمر السقاية بعده عبدالمطلب بن هاشم، فلم يزل كذلك حتى حفر زمزم  فعفت على آبار مكة كلها، فكان منها مشرب الحاج.

قال: وكانت لعبدالمطلب إبل كثيرة، فإذا كان الموسم جمعها ثم سقى لبنها بالعسل في حوض أدم عند زمزم، ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم ويسقيه الحاج، لأنه يكسر غِلَظَ ماء زمزم، وكانت إذ ذاك غليظة جداً. وكان الناس إذ ذاك لهم في بيوتهم أسقية يستقون فيها الماء من هذه البيار ثم ينبذون فيها القبضات من الزبيب والتمر لأن يكسر عنهم غِلَظ ماء أبيار مكة، وكان الماء العذب بمكة عزيزاً، لا يوجد إلا لإنسان يستعذب له من بئر ميمون وخارج من مكة، فلبث عبدالمطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده العباس بن عبدالمطلب فلم تزل في يده، وكان للعباس كرْمٌ بالطائف ، فكان يحمل زبيبه إليه، وكان يُداينُ أهل الطائف ويقتضي منهم الزبيب، وينبذ ُ ذلك كله ويسقيه الحاج أيام الموسم حتى ينقضي في الجاهلية وصدر الإسلام حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح، فقبض السقاية من العباس بن عبدالمطلب، والحجابة من عثمان بن طلحة، فقام العباس بن عبدالمطلب، فبسط يده، وقال: يارسول الله ، بأبي أنت وأمي، اجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون منه. فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال : ” ألا كل دمٍ أو مالٍ أو مأثرةٍ كانت في الجاهلية، فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين إلا سقاية الحاجّ وسدانة الكعبة ؛ فإني قد أمضيتهما لأهلها على ما كانت عليه في الجاهلية” فقبضها العباس فكانت في يده حتى تُوُفي، فوليها بعده عبدالله بن عباس، فكان يفعل فيها كفعله دون بني عبدالمطلب، وكان محمد بن الحنفية قد كلّم فيها ابن عباس: مالك ولها؟ نحن أولى بها منك في الجاهلية والإسلام،قد كان أبوك تكلّم فيها فأقمت البيّنة؛ طلحة بن عبيدالله، وعامر بن ربيعة، وأزهر بن عبد عوف، ومخرمة بن نوفل؛ أن العباس بن عبدالمطلب كان يليها في الجاهلية بعد عبدالمطلب، وجدك أبو طالب في إبله في باديته بعرنه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  أعطاها للعباس يوم فتح مكة دون بني عبدالمطلب، فعرف ذلك من حضر.

فكانت بيد عبدالله بن عباس بعد أبيه لا ينازعهم فيها منازع، ولا يتكلم فيها متكلّم حتى تُوُفّي، فكانت بيد علي بن عبدالله بن عباس يفعل فيها كفعل أبيه وجده، يأتيه الزبيب من ماله بالطائف وينبذه حتى توفي فكانت بيد ولده حتى الآن.[5]

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على درج الكعبة : الحمد لله الذي أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده إلا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي اليوم إلا ما كان من سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وإن ما بين العمد والخطأ والقتل بالسوط والحجر فيها مائة بعير منها أربعون في بطونها أولادها .[6]

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الفتح فقال : ألا إن دية الخطأ العمد بالسوط أو العصا مغلظة مائة من الإبل منها أربعون خلفة في بطونها أولادها ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت فإني قد أمضيتهما لأهلها [7]

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت ثم قال ألا إن دية الخطأ . [8]

12 – قام يوم فتح مكة وهو على درج الكعبة فحمد الله وأثنى عليه فقال الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا إن قتيل الخطإ قتيل السوط والعصا فيه مائة من الإبل منها أربعون خلفة في بطونها أولادها ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية ودم تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سدانة البيت وسقاية الحاج ألا إني قد أمضيتهما لأهلهما كما كانا .[9]

13 – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى ، فقال العباس : يا فضل ، اذهب إلى أمك ، فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها . فقال : اسقني . قال : يا رسول الله ، إنهم يجعلون أيديهم فيه . قال : اسقني . فشرب منه ، ثم أتى زمزم ، وهم يسقون ويعملون فيها ، فقال : اعملوا ، فإنكم على عمل صالح . ثم قال : لولا أن تغلبوا لنزلت ، حتى أضع الحبل على هذه . يعني : عاتقه ، وأشار إلى عاتقه . [10]

 

قال: حدثنا أبو الوليد، قال حدثني جدي، قال حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريح، قال حدثني عبيدالله بن عمر، عن نافع ، عن ابن عمر: أن العباس استأذن النبي عليه السلام أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له.[11]

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أستأذن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن يبيت بمكة، ليالي منى، من أجلِ سقايته، فأذن له ، رواه البخاري و مسلم [12]

قال حدثنا أبو الوليد قال حدثني جدي، قال حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريح، قال لي عطاء: وإنما كانت سقايتهم التي يسقون بها.

قال كان لزمزم حوضان في الزمان الأول فحوض بينها وبين الركن يشرب منه الماء، وحوض من ورائها للوضوء، له سَرَبٌ يذهب الماء من باب وضوئهم الآن – يعني باب الصفا- قال : فيصب النازع الماء وهو قائم على البئر في هذا وفي هذا من قربها من البئر.

قال الخزاعي: وفي ذلك يقول الشاعر:

كأني لم أقطن بمكة ساعة *** ولم يُلهني فيها ربيبٌ منعمُ

ولم أجْلس الحوضين شرقيَّ زمزمٍ *** وهيهات أني مِنك لا أين زمزمُ

قال: ولم يكن عليها شباك حينئذ.

قال: وأراد معاوية بن أبي سفيان أن يسقى في دار الندوة، فأرسل إليه ابن عباس أن ذلك ليس لك، فقال: صدق، فسقى حينئذ بالمحصب، ثم رجع فسقى بمنى.

قال مسلم بن خالد: كان موضع السقاية التي للنبيذ بين الركن وزمزم مما يلي ناحية الصفا، فنحاها ابن الزبير. إلى موضعها التي هي فيه اليوم.

وقال غير واحد من أهل العلم من أهل مكة: كان موضع مجلس ابن عباس في زاوية زمزم التي تلي الصفا والوادي، وهي على يسار من دخل زمزم.

وكان أول من عمل على مجلسه القبة: سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، وعلى مكة يومئذ خالد القسري، عاملاً لسليمان بن عبدالملك.

ثم عملها أمير المؤمنين أبوجعفر في خلافته. وعمل على زمزم شباكاً، ثم عمله المهدي ، وعمل شباكي زمزم أيضاً، فعمل في مجلس ابن عباس كنيسة ساج على رفٍ في الركن على يسارك.[13]

ولكن بني العباس حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية فكانوا يعهدون بذلك لآل الزبير المتولين التوقيت بالحرم، للقيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم تركوها لهم وأشركوا معهم آخرين للعمل في هذه الوظيفة عُرفوا باسم الزمامة، لأن السقاية مرتبطة ببئر زمزم.

قال العلامة ابن فهد: سقاية العباس كانت بين الركن وزمزم بالقرب من مجلس سيدنا عبدالله بن عباس، فأخرها عبدالله بن الزبير إلى موضعها الآن، وكانت قبتها من خشب، ثم عمرت ومائتين.

وقال شهاب الدين أحمد بن حجر في زمن الخليفة المعتمد أحمد بن المتوكل العباسي في عام تسعة وخمسين ومائتين: عمرها محمد بن هارون بن عباس بن إبراهيم لما حج بالناس من خشب العاج، وسقفها به على حكم المقعد الظريف في بيت التربيع مزخرفاً بماء الذهب، وجعل البركة كلها من رخام منقوش، وكتب اسمه في نقش الرخام، واستمر بناؤه إلى سنة ثلاثمائة وخمسين، فحج بالناس أحمد بن محمد بن عيسى العباسي، فهدم ذلك وبناه على أربعة أعمدة مفتحة من سائر الجوانب الأربعة، وسقفها بالخشب المذهب، وأبقى البركة على بنائها الأصلي، واستمر بناؤه إلى سنة ثلاثمائة وثلاث وسبعين.[14]

ولما حج بالناس جعفر بن علي بن سليمان العباسي سقفها لسقوطها وانهدامها، وجعلها من حجر ونورة، واستمر ذلك إلى سنة أربعمائة وثلاثين، فحج بالناس عمر بن الحسن، وقد انهدم ذلك البناء، فبناها كلها على صفة بيت مربع، وجعل لها بابين: شرقاً وغرباً، وأحسن عمارتها، واستمر ذلك البناء إلى سنة خمسمائة وعشرين، فجددها إبراهيم العباسي.

قال ابن فهد: ثم عمرها الجواد الأصفهاني صاحب الموصل في أول القرن السادس.

قال الفاسي في العقد الثمين: وآخر عهد عُمَّرت فيه هذه السقاية سنة ثمانمائة وسبعة بعد سقوط القبة التي كانت بها، وكانت من خشب من عمل الجواد الأصفاني، فعملت من حجر.

وقد عمرها وزير صاحب الموصل، وأم الخليفة الناصر لدين الله العباسي.

قال ابن فهد في لطائفه: والمستكفي في سنة خمسمائة وتسع، والملك المظفر عمر في سنة ستمائة وأربع وسبعين، وأحمد بن عمر المرجاني في سبعمائة وعشرين.

قال ابن فهد: ثم عمرها محمد بن قلاوون في سبعمائة وستة.

ثم زمن الظاهر برقوق في ثمانمائة وسبعة. وسبب هذه العمارة: سقوط القبة. قاله الفاسي.

وقد عمرها قايتباي في سنة ثمانمائة وأربع وسبعين، ثم في سنة ثمانمائة وأربع وتسعين.

وقال الشيخ عبدالعزيز بن فهد في بلوغ القرى: وفي يوم الأحد رابع عشر شهر رجب 894 شرع في هدم قبة الشراب التي يقال لها: قبة العباس، فهدمت إلا الجانب الذي يلي بيت الزيت فترك، وهدم أيضاً الشراريف [الشرفات ] التي فوق بيت الزيت، بل هدمت الدرجة التي به، وهدمت جوانب البركة وبعض القائم الذي بوسطها، وأذيب الرصاص في المسجد الحرام، وجعل بين الحجارة التي في المسجد الحرام ما يتصل به.

وفي يوم الاثنين خامس عشر الشهر شرع في بنائها، وفرغ منها في رمضان، وعمل لها بوابة عظيمة مبنية بحجارة صفر منحوتة، ملونة من داخلها وخارجها، وبوسطها بركة كبيرة وبها شبابيك ثلاثة من حديد، وحوضان ببزابيز ليشرب منها الأنام، وعلوها قبة عظيمة شاهقة مستقيمة.

وفي شهر رمضان من السنة المذكورة، كمل عمل قبة العباس وتبييضها، وأعيدت على هيئتها ، إلا أنها كانت مربعة فجعلت مثمنة، وكان بها ستة شبابيك فجعلت أربعة، وجعل عند سطحها أربع طاقات للنور، وجعل لها شراريف، ولم يجعل لبيت الزيت شراريف حتى لا يعلو، وصغر جدار البركة ليتسع بطن القبة، ولم يقدروا على إعادة بزابيز الفوارة بوسط البركة ، فإنهم كسروه قصداً، وجعل تحت الشباكين اللذين بجنب الباب بزابيز ليشرب منها الناس، وعلى الأربعة الشبابيك التي بالقبة أربعة شبابيك حديد، ثم خلفها أربعة شبابيك خشب للأربع الطاقات المناور التي في أعلى القبة، وفي هذا الشهر جعل في زمزم عمودا الرخام، وكان بينهما دعامة واحدة، فجعل هذان العمودان، يقال: إن أحدهما كان بمكة ، والآخر جيء به من المدينة. انتهى   .

قال في تحصيل المرام: وممن عمرها بالنورة وأحدث بها دكة وجدد هلالها: الوزير حسن باشا في حال وروده مكة من اليمن قاصداً البلاد الرومية أواسط ربيع الأول سنة مائة وستة وعشرين بعد الألف، وبنى قبل هذه السنة مكاناً للوقادين بآخر المسجد عند باب بازان. وقد ذكره الشيخ خليفة الزمزمي.[15]

وقال الشيخ عبدالرؤوف المناوي: سقاية العباس كانت حياضاً بالمسجد الحرام، والآن تسقى في بركة، وأصلها بيد قصي، ثم لابنه عبدمناف، ثم لابنه هاشم، ثم لابنه عبدالمطلب، ثم لابنه العباس ، ثم لابنه عبدالله بن عباس، ثم لابنه علي، وهكذا، ثم صارت لغيرهم.

قال الجلال السيوطي في رسالته: ” الأساس في مناقب بني العباس”: ثم من بعد علي بن عبدالله صارت لابنه محمد، ثم لابنه عبدالله، ثم لابنه المنصور أبي جعفر، ثم لابنه المهدي أبي عبدالله محمد، ثم لابنه  أبي جعفر هارون الرشيد، إلى أن قال: ثم لابنه الموفق علي، إلى أن قال: ثم ليعقوب المقتدر بالله، ثم لابنه عزالدين المستنجد بأمر الله. انتهى.

وكانت لهم نوّاب إلى أن بقيت في ذرية أولاد الشيخ علي بن محمد بن داود البيضاوي المعروفين الآن ببيت الريس. وقد تركت الآن سقاية العباس وصار الحُجّاج والناس يشربون من دوارق وأزيار توضع بالمسجد محبة من أهل الخير.[16]

قال ابن حجر: وسقاية العباس لآل العباس أبداً وكانت لهم نواب. انتهى ما في تحصيل المرام.[17]

وفي السلنامة الحجازية: وفي سنة ألف ومائتين وتسع وخمسين صدر الأمر من مولانا السلطان عبدالمجيد بوضع كتبخانة في المسجد الحرام لأجل أن يراجع فيها العلماء وطلبة العلم وينتفعوا بها، وأرسل من دار السلطنة كتباً كثيرة فوضعت في القبة التي في المسجد ، وكانت تلك القبة تسمى سقاية العباس، وجعلوا لتلك الكتب حافظاً ناظراً عليها، ومعه معاونون، ورتبوا لهم معاشات جزيلة وافية، وأجرة مسكن لرئيسهم وتعيينات، وصدر الأمر من دار السلطنة في قبة أخرى في المسجد ، وكانت تلك القبة تسمى قبة الفراشين، وأقاموا موقّتاً لها ومعاوناً بمعاشات، فحصل من تلك الكتب والساعات منفعة كثيرة. انتهى.

وفي تحصيل المرام: ورد في جمادى الأولى سنة ألف ومائتين وثمانية وثمانين خطاب من الدولة العلية إلى سيدنا الشريف عبدالله بن الشريف محمد بن عون لما بلغها من معمر باشا، أن هذه القبة –أي : قبة الكتب-والتي بجانبها تمنع مشاهدة الكعبة المشرفة لمن بتلك الجهة، فورد بذلك الخطاب بالكشف عن ذلك الأمر، فعقد مجلساً على ذلك ببيته الذي بالغزة وفيه العلماء، فأخبروه أن أحد القبب،-يعني: قبة سقاية العباس-بُني محلها قبة صغيرة على أربع أعمدة وفيها حوض باسم مولانا السلطان، بحيث أن تلك القبة لا تمنع مشاهدة البيت لمن بتلك الجهة، فاستحسن ذلك القول؛ فلله ما أحسن رأيه الذي وافق على ما كانت عليه زمن أحمد بن محمد العباسي، فكتب بذلك إلى الدولة، ولم يأت بعد ذلك خبر بالهدم.[18]

ثم في ثلاثمائة وألف ورد الأمر بهدمهما، وذلك في سلطنة مولانا المعظم عبدالحميد الثاني بن السلطان عبدالمجيد خان، وأمير مكة يومئذ الشريف عون بن الشريف محمد بن عون، وكان والي الحجاز وشيخ الحرم الوزير المعظم عثمان باشا، فكان ابتداء الهدم بعد صلاة الجمعة في اليوم الثاني عشر من شهر صفر، وشاهد الهدم الشريف المومأ إليه والوزير عثمان باشا.

وذكر السيد أحمد دحلان في سالنامته: وفي سنة ثلاثمائة وألف هدمت القبتان الكائنتان في المسجد، وهما قبة الكتب وقبة الساعات ؛ وذلك لتضييقهما المسجد،  وللخوف من السيل، لأنه دخل سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وحصل تلف للكتب، ووضعت الساعات بمحل عمل لها في هواء المسجد الحرام بين باب علي وباب بازان، ونقلت الكتب في القبة المتصلة بمدرسة السليمانية عند باب دريبة، وهذه في مدة إمارة الشريف عون باشا ابن المرحوم محمد بن عون، وولاية الوزير المفخم السيد عثمان نوري باشا. انتهى.[19]

أما باب زمزم : فإن مفتاحه بيد ذرية الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي المعروفين الآن ببيت الريس، من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، وعندهم مرسوم من أحد خلفاء الدولة العباسية وتأييد عليه من قبل سلاطين آل عثمان.

قال الشيخ خليفة[20] بن [أبي الفرج] بن محمد الزمزمي البيضاوي في كتابه نشر الآس في فضائل زمزم وسقاية العباس: كان بيت زمزم ليس له باب ولا غَلْق، وإنما هو مفتوح لمن دخل وورد إليها، ولذلك كان التكلم للجد بطريق النيابة عن الخلفاء العباسيين، فلما صار أمر البئر إلى الشيخ عبدالسلام بن أبي بكر الزمزمي أنهى بمحضر إلى خليفة ذلك الزمن العباسي بأن زمزم في أوقات الصلاة تكثر فيها الناس والازدحام فيشوشون على الإمام والمصلين، وطالما دخلت الكلاب والبسس في الليل فيطيحون فيها، والقصد باباً يجعل عليها يمنع ما ذكر، فأجابه إلى سؤاله وجعل عليها باباً.

ثم أنه لما صار أمر زمزم والسقاية إلى ذرية الشيخ عبدالسلام المذكور، أنهوا إلى خليفة زمنهم المتوكل العباسي أن بيدهم خدمة زمزم وسقاية العباس، والقصد: أن يجعلوا ضبّة على باب زمزم يصكونها بالليل وفي أوقات الصلاة، وأن يكون المفتاح عند الأكبر منهم ثم من ذريتهم، فأجابهم خليفة زمانهم بمرسوم شريف عالي، صورته:

رسم بالأمر الشريف العالي المولوي الأعظم الهاشمي العباسي ، سيدنا ومولانا الإمام الأعظم، والخليفة المكرم، المتوكل على الله أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وابن عم سيد المرسلين، وسليل الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، أعز الله به الدين، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين؛ أنه لما حضر إلى أبوابنا الشريفة وأعتابنا العالية المنيفة، الشيخ الفاضل سراج الدين عمر بن الشيخ عبدالعزيز الزمزمي مفتي مكة المشرفة، والقائم عنا بخدمة زمزم الشريفة وسقاية جدنا العباس، وعرفنا أن باب زمزم لم يكن عليه ضبة يغلق بها، ولا يغلق إلا بعصفور من داخلها يفركه الداخل والخارج، وقصده: بوضع الضّبة خشية على المكان المشار إليه من دخول مافيه ضرر على المسلمين مما يحصل منه نجاسات، وأن في وضع الضبة نفع من حيث ذلك، فأردنا جبر خاطره وإخوته بما قصدوه، والإنعام مما رجوه من فضلنا وأملوه، وصحبناه مرسوم شريف ثاني إلى مكة المشرفة زادها الله شرفاً للجناب العالي الأميري الكبيري مغلباي الأمير بمكة المشرفة وناظر الحسبة الشريفة، عظم الله شأنه بامتثال ما بيد الشيخ عمر المذكور من مرسومنا الشريف المسطور وعدم التعرض له في ذلك، وأن يباشر بنفسه وضع الضّبة المذكورة هنالك، ويعمل بيد الشيخ عمر مفتاح، ويقيموا من شاؤوا من جهتهم من يتولّ غلق الباب وفتحه لمن يقصد زمزم، فليعتمد هذا المرسوم الشريف كل واقف عليه، ويعمل بحسبه ومقتضاه. حرر في العشرين من شوال سنة 826 ست وعشرين وثمانمائة. انتهى مختصراً من لفظه جداً. انتهى ما في نشر الآس.[21]

وفيه أيضاً: أصل دخول وظيفة زمزم وسقاية العباس على جدنا الأكبر علي بن محمد البيضاوي[22]. قدم مكة عام ثلاثين وستمائة، ولما قدم مكة من العراق باشر عن الشيخ سالم بن ياقوت المؤذن خدمة زمزم، فلما ظهر له خيره نزل له عنها وزوجه ابنته، فولدت منه أولاداً، وصار أمر البئر وسقاية العباس.

ووقعت في زمن الشيخ شهاب الدين الزمزمي في آخر ثمانمائة وسبعة وسبعين: أن شخصاً يقال له عبدالعزيز بن عبدالله الزمزمي، إذ كُلُّ من جبذ دلواً عليها نُسب إليها ، فادعى ذلك الرجل الشراكة مع أولاد الشيخ إسماعيل الذين أخذوها من جدهم الشيخ سالم بن ياقوت، وهم وكلاء عن الخلفاء العباسيين في ذلك، ودلس ذلك الرجل على خليفة زمانهم فأشركهم معهم، وأنهى أولاد الشيخ إسماعيل إلى الخليفة، فأرسل إليهم الأمير أُزبَك فبحث عن الخدمة، وعقد مجلساً حضره القضاة وكثير من أعيان مكة، ووقف على ما بيد أولاد الشيخ إسماعيل البيضاوي من المستندات، وظهر الحق أن هذه الخدمة لأولاد الشيخ، وأخرج المعتدين عليهم.

قال الشيخ محمد الصباغ المكي في تحصيل المرام: فهي لهم خلفاً عن سلف من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، ويعرفون الآن ببيت الريّس.[23]

ثم قال: أقول: مثل هذه الحادثة وقعت في زماننا: هو أن رجلاً يقال له عبدالله حميد كان وكيلاً عن الشيخ الريس شيخ زمزم، واستمر مدة من الزمان، ثم بعد ذلك ادعى أن خدمة زمزم له شركة معهم، وأن بيده تقارير من أشراف مكة -[يعني] حكامها-، فلما سمعوا منه بذلك أرسلوا- يعني بيت الريس- رجلاً من طرفهم إلى الأستانة العلية وبيده [استنادات] من الخلفاء العباسيين ومن سلاطين آل عثمان أن هذه الوظيفة لهم، فلما اطلعوا على ذلك أطلعوهم بفرمان سلطاني يمنع كل من يعترض لهم وأن هذه الخدمة تبقى بيدهم كما كانوا عليه أسلافهم. انتهى

أقول: وقد رأيت صورة عرض حال من طرف الشيخ عثمان بن أحمد الريس إلى والي ولاية الحجاز عثمان باشا، وجوابه الذي صدر منه إلى مدير الحرم.. وحرر يوم الثلاثاء 3 في جمادى الثانية سنة 1258، ( عثمان بن أحمد الريس ” شيخ زمزم حالياً”).

وهذه صورة الجواب الذي صدر من والي ولاية الحجاز:

صدر هذا الرقيم الواجب القبول والتعظيم من ديوان إيالة جدة وجيشه ومشيخة الحرم وسر عسكرية الأقطار العسكرية إلى كافة من يراه، فليكن معلوماً ما أن من القديم شيخ المكبرين وشيخ جبادين بئر زمزم كان مشرحاً ومخصوصاً لبيت الريس، وحققنا ذلك، وأيضاً مقيد ذلك بدفاتر الأوقاف الهمايونية السلطانية المرتبة جديداً، وكانت الخدمتان المذكورتان للأكبر فالأكبر من بيت الريس، فكان الأكبر الريس علي بن محمد، فانتقل المذكور إلى دار البقاء، فصارت الخدمتان المذكورتان ومشيختهما بموجب الإرث والاستحقاق للأكبر من بيت الريس، فكان الشيخ عثمان بن الشيخ أحمد، وبحسب ما ذكر قد وجهنا للمذكور بحسب الاستحقاق والأصول، ونبهنا على حضرة  مدبر الحرم بقيد اسم الشيخ عثمان بدفاتر الأوقاف الهمايونية الجديدة عند ورودها وإعراض ذلك إلى الدولة العلية، وقيد اسمه بجميع الدفاتر بطريق الإرث والأصول السابقة، فلا أحد يعارض المذكور فيما يخص الخدمتين ومشيختهما، والحذر في معارضة ذلك لصدوره من ديوان الإيالة المذكورة 19 جماد الآخرة.    ( ختم الولاية- توكلت على الرحمن الرحيم- عبده الحاج عثمان) [24].

وأول ما ذُكر في المصادر عن هذه الوظيفة في العصر المملوكي، يعود إلى عام 730هـ، ففي العام المذكور قدم من العراق إلى مكة علي بن محمد البيضاوي الذي عُرف فيما بعد بالزمزمي[25] وعمل عند الشيخ سالم بن ياقوت المكي أبو أحمد[26] المؤذن بالحرم الشريف، وعمل لديه في بئر زمزم، فأُعجب بمهارته قي العمل فنزل له عن السقاية، وزوجه ابنته، فأنجبت له الأبناء الذكور الذين صار لهم أمر بئر زمزم، وسقاية العباس.

وسقاية العباس عبارة عن حجرة كبيرة شرقي المسجد الحرام ذات نوافذ ..، وقيل إنها عُمرت في سنة 807هـ، وقد كان العباس بن عبدالمطلب يسقي فيها الحجاج، وقد ذكر الناس : أن مقدار مابين هذه السقاية والحجر الأسود 80 ذراعاً.[27]

وقال الجلال السيوطي في رسالته ” الأساس في مناقب آل العباس” :ثم من علي بن عبدالله صارت لابنه محمد ثم لابنه عبدالإله ثم لابنه المنصور أبي جعفر، وهارون الرشيد، إلى قال ثم لابنه الموفق علي إلى أن قال ثم ليعقوب المقتدر بأمر الله ثم لابنه عزالدين المستنجد بأمر الله.

وكانت لهم نواب إلى أن بقيت في ذرية أولاد الشيخ علي بن محمد البيضاوي المعروفين الآن ببيت الريس، وقد تُركت الآن سقاية العباس وصارت الحجاج والناس يشربون من دوارق و أزيار تُوضع بالمسجد الحرام محبة من أهل الخير.

وقد ورد في عدة وثائق أوقاف مملوكية على مصالح الحرمين الشريفين أوجه الصرف على السقاية في الحرمين.

كما حددت وثائق الوقف على مصالح الحرمين الشريفين ضمن أوجه الصرف بها: الصرف على السقاية على الحرمين الشريفين، ومن أوائل تلك الوثائق حجة وقف الأشرف شعبان التي خصصت صرف ثلاثمائة وستين درهماً لتعيين سقاء يسقي الماء من بئر زمزم لسائر الناس، كما حددت ما يصرف له على مصالح البئر كثمن دلاء وبكر وسلب مائتي درهم نقرة سنوياً، وكذلك حجة وقف السلطان فرج بن برقوق أشارت إلى الصرف على تسبيل الماء في الحرمين الشريفين، وكذلك حجة وقف السلطان الغوري . [28]

ثم إن الأتراك العثمانيين ثبتوا آل الزبير في عمل السقاية ولا تزال رئاستها بيدهم إلى وقت قريب، وآل الزبير  هؤلاء يعرفون اليوم ” ببيت الريس” وكانت تعرف من قبل أسرة الريس بعائلة الزمزمي أو الرئيس الزمزمي، وكبيرهم يُعرف  بالريس ” رئيس المؤذنين” وقد سُميت الأسرة بهذا الاسم ” الريس” لرئاستها الأذان والتوقيت والسقاية بالمسجد الحرام.[29]

العهد السعودي الزاهر:

قال المؤسس: الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله ” كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئاً..” [30]

ويقول السباعي: .. ولكن الشيخ أسعد ريس وهو من أحفادهم في هذا العصر أطلعني على وثيقة تثبت انتسابه لآل الزبير ولا أرى في هذا ما يتعارض مع ما ذكره نشر النور أو نشر الأس فقد يكون أحد أجداده هاجر من مكة فظل النسل بعيداً عنها إلى أن عاد إليها علي بن محمد , وينقل الشيخ رشدي ملحس في تعليقاته على أخبار مكة للأزرقي أن آل الزبير كانوا يتولون التوقيت للصلاة في المسجد ثم أضاف إليهم أولاد العباس خدمة زمزم ” السقايا ” على أثر انشغالهم بأعباء الخلافة .[31]

وانطلاقاً من ذلك تم تثبيت آل الزبير على عمل السقاية وذلك ضمناً لمرسوم ملكي في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله-.. وقد أمر بصرف مبلغ سنوي للعائلة يُصرف من إدارة شئون الحرمين.

انتهت خدمة آل الريس على السقاية عام 1400هـ، وكان آخر من تولى مشيخة السقاية أو خدمة زمزم هو الشيخ محمد عباس بن محمد رضوان بن عبدالسلام الريس الزبيري ، المتوفى عام 1412هـ رحمه الله.

وانحصرت مهمة السقاية في العصر الحديث في ” مكتب الزمازمة الموحد” ؛ وكانت نشأته بالأوامر الملكية التالية:

1-               الأمر السامي الكريم رقم 7807 وتاريخ 22/11/1351هـ المصادق على تعليمات جراري الزمازمة والمحدد به رسوم تلك الخدمات.

2-               المرسوم الملكي رقم م/12 وتاريخ 9/5/1385هـ بشأن تحديد عوائد أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي بمبلغ ” 3,30″ ثلاثة ريالات وثلاثون هلله.

3-               المرسوم الملكي الكريم رقم 4/ص 15217 وتاريخ 9/7/1397هـ بشأن رفع أجور خدمات أرباب الطوائف ومنها خدمات الزمزمي لتصبح ” 11,55″ أحد عشر ريالاً وخمساً وخمسين هللة.

4-               الأمر السامي الكريم رقم 954 وتاريخ 16/1/1402هـ بالموافقة على إبقاء طائفة الزمازمة وقصر عملهم خارج الحرم المكي الشريف.

وبناء عليه صدر قرار معالي وزير الحج والأوقاف رقم 367/ق/م   وتاريخ 16/9/1403هـ.

وانحصر عمل المكتب خارج نطاق الحرم المكي الشريف في سقيا حجاج بيت الله الحرام بمساكنهم داخل مكة المكرمة تحت إشراف مباشر من وزارة الحج.[32]

 

 

[33]

 

 

ـــمصادر و مراجع الدراسة:

1-               الأزرقي : أبي الوليد محمد بن عبدالله بن أحمد : (ت250هـ)، أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، دراسة وتحقيق: عبدالملك بن دهيش، الطبعة الأولى، 1424هـ-2003م.

2-                باسلامة :حسين عبدالله: تاريخ عمارة المسجد الحرام، الكتاب العربي السعودي، الطبعة الثالثة، 1400هـ، تهامة.

3-                باشا :إبراهيم رفعت: مرآة الحرمين ، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.

4-                بدر شيني: أحمد هاشم: أوقاف الحرمين الشريفين في العصر المملوكي، إصدار خاص بمناسبة مكة عاصمة الثقافة الإسلامية، مركز  بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1426هـ-2005م.

5-               الزبيدي : الإمام زين الدين أحمد بن عبداللطيف: مختصر صحيح البخاري ” المسمى التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح” ، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، الطبعة الأولى، 1426هـ-2006م.

6-                السباعي: أحمد : تاريخ مكة، 1419هـ-1999م.

7-                الغازي: الشيخ عبدالله بن محمد المكي الحنفي: إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام، تحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، الطبعة الأولى ، 1430هـ- 2009م ، توزيع : مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع بمكة .

8-       الفاسي: تقي الدين محمد بن أحمد الحسني المكي : (ت 832هـ). العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، الطبعة الأولى، 1419هـ ـ 1998م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.

9-                ابن فهد: النجم عمر بن محمد بن فهد القرشي المكي: (ت885هـ) إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تحقيق فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى، مركز البحث وإحياء التراث الإسلامي، كلية الشريعة، مكة.

10-           الكردي: محمد طاهر: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، الطبعة الأولى، 1385هـ

11-          المنذري: الحافظ زكي الدين عبدالعظيم :مختصر صحيح مسلم ، تخريج : أحمد إبراهيم زهوة، دار الكتاب العربي ، بيروت،1427هـ-2006م.

 

12-           سقاة ضيوف الرحمن: إصدار من مكتب الزمازمة الموحد، تحت إشراف وزارة الحج.

13-           موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith.

 

 


[1] – قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر- قريش- بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدْرِكَة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان. ولا خلاف أن (عدنان) من ولد إسماعيل عليه السلام.

 (بطون قريش:

  1. بنو قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي ، وهم ينقسمون إلى :
    1. آل عبد مناف بن قصي . وفيهم البيت والعدد .
      1. آل هاشم بت عبد مناف . وفيهم النبوة والخلافة والشرف .
      2. آل المطلب بن عبد مناف .
      3. آل عبد شمس بن عبد مناف . وينتسب إليه الأمويون ، بنو أمية.
      4. آل نوفل بن عبد مناف .
    2. آل عبد العزى بن قصي .
    3. آل عبد الدار بن قصي .الذين منهم اليوم بنو شيبة سدنة الكعبة الذين بأيديهم مفتاح الكعبة .
    4. آل عبد قصي بن قصي . وقد انقرض .
  2. بنو زُهْرَةَ بن كلاب بن مرة بن لؤي . ومنهم آمنة بنت وهب أمُّ النبي محمد بن عبد الله .
  3. بنو عَدِيّ بن كعب بن مرة بن لؤي .
  4. بنو تيم بن مرة بن لؤي .
  5. بنو مخزوم بن مرة بن لؤي .
  6. بنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي .
  7. بنو جُمَح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي .
  8. بنو عامر بن لؤي .
  9. بنو الحارث بن فهر .
  10. بنو محارب بن فهر . .). 

[2] – بئر كر آدم: يقع هذا البئر في شعب حواء وهو الشعب الصغير الذي يفرع من دقم الوبر إلى جهة العزيزية. انظر حاشية : الأزرقي :أخبار مكة ، ج1، ص181.

[3] -بئر خُم :على يسار الخارج من مكة بعد التقاء طرق ريع كدي وريع بخش، وأنفاق باب الملك ، وموضعها قرب التقاء هذا الطريق الدائري الثالث. زتقع الآن ضمن أسوار حجز السيارات بكدي . انظر حاشية : الأزرقي :أخبار مكة، ج1، ص181

[4] – هاشم بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلاب.

[5] – أبي الوليد محمد بن عبدالله بن أحمد الأزرقي : (ت250هـ)، أخبار مكة وماجاء فيها من الآثار، دراسة وتحقيق: عبدالملك بن دهيش، الطبعة الأولى، 1424هـ-2003م ،ج1،ص177-184، والمقصود بـ (-الآن- زمن الأزرقي أي القرن الثالث الهجري).

[6] – الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 7/62
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ، المصدر: موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith.

[7] – الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 8/109
خلاصة حكم المحدث: في إسناده بحث دقيق والراجح عندي أنه صحيح، المصدر:  موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith.

[8] – الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: إرواء الغليل – الصفحة أو الرقم: 7/256
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، المصدر:  موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith.

 [9] – الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2144
خلاصة حكم المحدث: حسن ، المصدر: موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith. 

[10] – الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1635
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ، المصدر: موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية : http://dorar.net/enc/hadith. 

[11] – إسناده صحيح: أخرجه البخاري ( 2/589ح1553) ، ومسلم (2/953ح1315)، وأبو داود (2/199ح1959)، وابن ماجه (2/1019ح3065)، وأحمد( 2/22ح4731)، والدرامي (2/102ح1943)، والفاكهي (2/65ح1159)، والبيهقي (5/153ح9473) كلهم من طريق : عبيدالله بن عمر، به. ” انظر : حاشية الأزرقي:أخبار مكة : ج1، ص576″.

[12] – مختصر صحيح البخاري ” المسمى التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح” للإمام زين الدين أحمد بن عبداللطيف الزبيدي، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، الطبعة الأولى، 1426هـ-2006م، ص195. مختصر صحيح مسلم ، للحافظ زكي الدين عبدالعظيم المنذري ، تخريج : أحمد إبراهيم زهوة، دار الكتاب العربي ، بيروت،1427هـ-2006م، ص197.

[13] – إسناده صحيح: أخرجه الفاكهي (2/56-57) من حديث ابن جريج ، به. ولم يذكر الأبيات. انظر : حاشية الأزرقي: أخبار مكة ج1، ص578″.

[14] – الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام، تحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، الطبعة الأولى ، 1430هـ- 2009م ، توزيع : مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع بمكة ، المجلد الأول،ص625 وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80. وانظر: باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام،  ص 193.

[15] – الصباغ: تحصيل المرام ، ج1 ،ص300-329 .وانظر: الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام ، المجلد الأول،ص629. وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80. حسين عبدالله باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام ، ص 193.

[16] – الصباغ: -تحصيل المرام ج1 ،ص309.

[17] – الصباغ: -تحصيل المرام ج1 ،ص310.

[18]-الصباغ: تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام..، ج1 ،ص306،.وانظر: الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام، ، المجلد الأول،ص631. وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80.

[19] – الصباغ: تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام..، ج1 ،ص، 306، وانظر: الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام ، المجلد الأول،ص632. حسين عبدالله باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام ، ص 193.

[20] – إفادة الأنام : للغازي: حاشية ص618: قال المحبي في الخلاصة (2/132): خليفة بن أبي الفرج الزمزمي البيضاوي الأصل، المكي المولد والمنشأ، الشافعي. كان فاضلاً أديباً، ذكياً أربياً، باهراً في الأدب وفنونه. قرأ على الإمام محمد بن علي الطبري [والإمام عبدالقادر الطبري] ومن عاصرهما من المكيين. ومن مؤلفاته: رونق الحسان في فضائل الحبشان. وكانت وفاته في نيف وستين ألف. انتهى. ( غازي). وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80. باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، الكتاب العربي السعودي ، ص 193.

[22] – الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام ، المجلد الأول،ص618-624. وفي الحاشية ص620/ وتوفي في 11 ربيع الآخر سنة 685 بمكة المشرفة، ودفن بالمعلاة. تاج تواريخ البشر (غازي). الصباغ: -تحصيل المرام ج1 ،ص303 وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80. باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، الكتاب العربي السعودي، ص 193.

[23] – الصباغ: -تحصيل المرام ج1 ،ص304

[24] – الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي: إفادة الأنام ، المجلد الأول،ص622-624. وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3،ص75-80.

23- الفاسي: تقي الدين محمد بن أحمد الحسني المكي : (ت 832هـ). العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، الطبعة الأولى، 1419هـ ـ 1998م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، ج5، ص295، رقم الترجمة2106 ،وانظر:  ابن فهد: النجم عمر بن محمد بن فهد القرشي المكي: (ت885هـ). إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تحقيق فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى، مركز البحث وإحياء التراث الإسلامي، كلية الشريعة، مكة،ج3،ص193،343. وانظر : الصباغ: تحصيل المرام ج2 ،ص659.والكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم،ج3،ص75-80.و: باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ، ص 193.

[26] – الفاسي: العقد الثمين ، ج4، ص158، رقم الترجمة1236. وانظر: الصباغ: تحصيل المرام ج2 ،ص659.

[27] – حسين عبدالله باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص 193. 

[28] – أحمد هاشم بدر شيني: أوقاف الحرمين الشريفين في العصر المملوكي، إصدار خاص بمناسبة مكة عاصمة الثقافة الإسلامية، مركز  بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1426هـ-2005م، ص288.

[29] – الصباغ: تحصيل المرام ج1 ،ص303-305، ،ج2،ص659 ، وانظر :محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ، ج3،ص80. 

[30] – صحيفة أم القرى في 15جمادى الأولى 1343هـ، انظر:ـ سقاة ضيوف الرحمن: إصدار من مكتب الزمازمة الموحد، تحت إشراف وزارة الحج ، ص10.

[31] – تاريخ مكة :ج2، 537.

[32] – سقاة ضيوف الرحمن: إصدار من مكتب الزمازمة الموحد، تحت إشراف وزارة الحج ، ص10.

 [33] – شجرة نسب قريش، منقول من شبكة الإنترنت.

1 تعليق

  1. الريس الزبيري says:

    موضع جميل وبحث قيم تحمد عليه
    فان كانت السقاية مأثرة لبني هاشم
    فهي لبني المطيبين من قريش بني أسد بن عبد العزى الى يومنا هذا. فلم تكن السقاية ولا التوقيت والمقامات في أحد أكثر ما كانت لهم ابناء عباد ابن عبدالله بن الزبير -المعروفين الان ب آل الريبس .
    الذي سقط منك سهوا في مصدرك!الذي كتبته(1) ان تخبر بان خديجة بنت خويلد من بني اسد بن عبد العزى فهي على الاقل اول من قال لااله الا الله محمد رسول الله وهي أم خير نساء بني هاشم وأحد خير نساء الارض فاطمة الزهراء رضي الله عنهم وارضاهم . وهي عمة جدنا الزبير بن العوام بن خويلد ابن الهاشمية عمةرسول الله ص وان ابناء بني اسد بيدهم السقاية في هذا اليوم . فان انتهت خدمة الاشراف وفتح وغلق بئر زمزم من عام 1400 هـ لاسباب منطقية فان المشيخةو العلم متوارث بعرف وبفرمانات وبمراسيم ملكية وصكوك وتاريخ مأرخ كما فعل سعادتكم . لكم منا جزيل الشكر ونرجو تقوى الله والرجوع لاصحاب الشأن قبل التهكم عليهم وان لا نكون كبعض الكتاب الذين يحللون وينسبون ما لا يعلمون وانت لست منهم . فنحن لها وهي لنا شاء من شاء وأبى من أبى وشكرا

اضف مشاركتك هنا:

بحث سريع