ظاهرة الحراك المهدوي الأخير في الجمهورية الايرانية

بواسطة | المركز العربي للأبحاث و دراسة
2011/06/08

ركز باحثون في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ورقة خاصة أعدوها حول ظاهرة الحراك المهدوي الأخير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تناول هذا الحدث

من زاويتين وهما التداخل الدقيق بين العاملين العقدي والسياسي في أداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 
وسعى الباحثون في ورقتهم لرصْد تطور الفكر السياسي الإيراني في علاقته بعقيدة الإمام المهدي، ثم دور هذه العقيدة في قيام نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتنتقل بعد هذه المعالجة إلى تتبع تجليات المهدوية في خطاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وارتباط ذلك بالحراك الذي تعرفه إيران منذ انطلاق الثورات العربية الأخيرة.

وتفترض الورقة البحثية -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن الحراك المهدوي المتفاعل في الساحة الإيرانية هذه الأيام امتداد لنقاش مذهبي صاحب تطور الفكر السياسي الاثنى عشري، كما تفترض وجود وجهات نظر متباينة لموضوع المهدوية عند الفاعلين في نظام الجمهورية الإسلامية، وأن خطاب أحمدي نجاد المهدوي وسيلة اعتمدها لتحقيق برنامجه داخليا وخارجيا.

الخروج قريب جدا
وتشير الورقة إلى أن إيران منذ بداية مارس/آذار 2011 تشهد نقاشا في شأن موضوع خروج الإمام المهدي وما يتصل به من قضايا مذهبية وفكرية، وذلك عقب توزيع مؤسسة “مبشران ظهور” مئات الآلاف من نسخ قرص مضغوط بعنوان “الخروج قريب جدا”، تتنبأ فيه بأن العالم على مشارف خروج الإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن العسكري، وعلامة ذلك برأي معدي القرص هي بروز القادة الممهدين لخروجه.

وتناقش الورقة عدة قضايا هي  فكر المهدوية وأثرها في الفكر السياسي الإيراني، والمهدوية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمهدوية في خطاب الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، والمهدوية الإيرانية والتحولات العربية الأخيرة، والمهدوية والدور العالمي المنتظر، والمهدوية في قلب التجاذب بين خامنئي ونجاد.

وتخلص الورقة إلى أن الشّرخ الحاصل اليوم بين المرشد آية الله خامنئي والرئيس أحمدي نجاد لا يعدو أن يكون صراع مواقع.

وتتوصل الورقة إلى أن فهم التيار الإصلاحي لولاية الفقيه وخروج المهدي يختلف بدرجات عن فهم التيار المحافظ لهذين الأمرين، كما أن التيار المحافظ ليس كتلة كاملة التجانس، ففيه بالطبع قراءات متقاربة، لكنها ليست بالضرورة متطابقة كما يظن البعض، ذلك أن الممارسة السياسية ساهمت في إبراز الاختلافات الفقهية بين الفاعلين.

إن إصرار أحمدي نجاد على فكرة اتصال حكومته بإرادة الإمام المهدي المنتظر وتدبيره، قد يفسر من جهة بنوع من الانجذاب الشعوري، ومن جهة أخرى قد يعني تنزيلا واقعيا لفهمه بخصوص دور المهدي وحضوره وأبعاد شخصيته.

أزمة جديدة
ولا تستبعد الورقة أن تكون إيران موشكة على أزمة جديدة تتمايز عن سابقاتها بالعناصر التالية.
 
أولا: تحدث في دائرة المحافظين المؤثرة في المؤسسات الكبرى للنظام، أي مؤسسة المرشد ورئاسة الجمهورية والبرلمان والأجهزة الأمنية والعسكرية والأجهزة الإعلامية.

ثانيا: جذورها العقدية والمذهبية.

ثالثا: تعالج مؤسسة المرشد الوضع وهي أقل قوة وتماسكا من أي وقت مضى، وذلك بعد تخلي خامنئي عن رفيق عمره وسنده هاشمي رفسنجاني.

رابعا: تأتي هذه الأزمة ضمن متغيرات دولية وإقليمية حساسة ومتقلبة، خاصة ما يحدث في سوريا التي تعد حليفا هاما للنظام في طهران.

وأمام هذه الاعتبارات لا تستبعد الورقة البحثية توقع مفاجآت على مستوى دور المهدوية في الحراك السياسي الإيراني، وربما لن تخلو المرحلة المقبلة من مفاجآت في تاريخ الصراع السياسي المذهبي داخل هذا البلد.

 

المصدر : موقع الجزيرة الاخبارية .

 

 

 
 

 

اضف مشاركتك هنا:

بحث سريع