أم كلثوم رضي الله عنها

بواسطة | إدارة الموقع
2004/12/14

هي البضعة النبوية الثالثة أم كلثوم بنت سيد ولد آدم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب , أمها خديجة بنت خويلد ,كان عتيبة بن أبي لهب قد تزوج بأم كلثوم قبل البعثة فلم يدخل عليها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم , فأمره أبوه بفراقها لما أنزل الله تعالى { تبت يدآ أبي لهب } قال له أبوه أبو لهب : رأسي من رأسك حرام ، إن لم تطلق ابنته ، ففارقها ولم يكن دخل بها ، فلم تزل بمكة مع أبيها عليه الصلاة والسلام وأسلمت حين أسلمت أمها ، و بايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء ، و هاجرت إلى المدينة ، فلم تزل بها ، و لما توفيت أختها رقية ، زوجَّها النبي صلى الله عليه و سلم على عثمان بن عفان رضي الله عنه ، و ذلك في شهر ربيع الأول سنة 3هـ ، و أدخلت عليه في هذه السنة في جمادي الآخرة ، فلم تزل عنده إلى أن ماتت ، و لم تلد له شيئاً 1 . فهي بنت نبي كريم ، و زوجة رجل مبشر بالجنة ، تستحيي منه الملآئكة .
وقد وردت لها مناقب دلت على أنها ذات منزلة ومقام رفيع رضي الله عنها وأرضاها ، و هي كما يلي :
* ماذكره أبو عمر بن عبدالبر حيث قال : " وكان عثمان رضي الله عنه إذ توفيت رقية قد عرض عليه عمر بن الخطاب حفصة ابنته ليتزوجها فسكت عثمان عنه لأنه قد كان سمع رسول الله يذكرها ، فلما بلغ ذلك رسول الله قال :" ألا أدل عثمان على من هو خير له منها ، و أدلها على من هو خير لها من عثمان " ، فتزوج رسول الله حفصة ، و زوَّجَ عثمان أم كلثوم " 2 .
روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال : شهدنا بنتاً لرسول الله
قال :ورسول الله جالس على القبر قال : فرأيت عينيه تدمعان ، قال : فقال : " هل منكم رجل لم يقارف3الليلة " ، فقال أبو طلحة : أنا . قال : " فانزل " . قال : فنزل في قبرها 4.
قال الحافظ :" قوله شهدنا بنتاً للنبي صلى الله عليه وسلم هي أم كلثوم زوج عثمان رواه الواقدي عن فليح بن سليمان بهذا الإسناد وأخرجه ابن سعد في " الطبقات "5 في ترجمة أم كلثوم ، وكذا الدولابي في " الذرية الطاهرة "6 ، وكذلك رواه الطبري والطحاوي من هذا الوجه ، و رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس فسماها رقية أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط والحاكم في المستدرك 7. قال البخاري : ماأدري ماهذا فإن رقية ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم ببدر ولم يشهدها . قلت : وهم حماد في تسميتها فقط ، و يؤيد الأول مارواه ابن سعد في ترجمة أم كلثوم8 من طريق عمرة بنت عبدالرحمن قالت :نزل في حفرتها أبو طلحة " 9 .
و من ذلك :
* مارواه ابن سعد في ترجمتها من أنها رضي الله عنها لما ماتت صلى على جنازتها النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى بإسناده إلى أسعد بن زرارة قال :صلى عليها رسول الله وجلس على حفرتها ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة بن زيد10 .
فهذا الحديث اشتمل على فضيلة ظاهرة لأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان عليه الصلاة والسلام إمام المصلين على جنازتها وكفى بها منقبة وميزة شريفة لما في دعائه المبارك لها بالرحمة والمغفرة ورفع درجتها في الجنة رضي الله عنها وأرضاها , وكانت وفاتها رضي الله عنها سنة 9 هـ 11.
_______________________________
1
الطبقات لابن سعد 8/37-39 , الذرية الطاهرة للدولابي ص 56 ,الاستيعاب على حاشية الإصابة 4/463-465 , أسد الغابة 7/384 , سير أعلام النبلاء2/ 252-253, البداية والنهاية 3/346-347 , مجمع الزوائد 9/216-217 , الإصابة 4/466 .
2 الاستيعاب على حاشية الإصابة 4/464 .
3 أي لم يجامع أهله . انظر : النهاية في غريب الحديث والأثر : 4/45 .
4 صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري 3/151 والإمام أحمد في المسند 3/126 .
5 الطبقات الكبرى 8/38.
6 الذرية الطاهرة ص 60 .
7 المستدرك 4/47 .
8 الطبقات 8/38 .
9 فتح الباري 3/158.
10 الطبقات 8/39 .
11 انظر الطبقات 8/38 , البداية والنهاية 3/347 , الإصابة 4/466 .

بحث سريع