بيوت العلوية في إيران – 1

بواسطة | إدارة الموقع
2004/12/15

بيوت العلوية في إيران قديمة الوجود ، يعود ذلك إلى زمن متقدم في تاريخ الاسلام . و تحمل أخبار التاريخ و كتب النسب كثيراً من الإشارات التي تدل على استقرار العلوية و بقائهم في تلك الديار . و ذلك الوجود لا يعني التسليم بصحة جميع البيوتات ، إذ إن دعوى الانتساب إلى بيوت العلوية منتشرة منذ زمن طويل ، و قد كثرت في القرون المتأخرة دعاوى الانتساب بغير وجه حق إلى تلك البيوت الشريفة في بلاد و أقاليم إيران ، ومن أشهر من انتسب في الأزمنة المتأخرة ملوك الصفوية الرافضة ، و هم كذبة أدعياء .
و قد أحصى شهاب الدين المرعشي القمي – من متأخرة نسابي الرافضة – عدد البيوت العلوية في رسالة له (( فهرس تصانيفه )) ، بعث بها إلى آغا بزرك الطهراني صاحب كتاب " الذريعة " ، و أوصل في تلك الرسالة عدد البيوت العلوية في زمنه إلى ما يقرب من 400 بيت . (( انظر : الذريعة : ج 20 / 43 )) .
و نحن لا نملك معلومات كاملة عن مدى صحة انتساب هذه البيوت إلى بيوت العلوية ، و لكننا نستطيع أن نقول في الجملة : إن من المؤكد أن بعضها يتوارث النسبة منذ زمن قديم ، و لا يمنع كون بعضهم رافضة إمامية أن يصح نسبهم ، فلا تلازم بين صحة النسب و صحة دين المرء ، كما هو معلوم .
و من الشواهد التي تدل على ذلك :
1-ما هو مستفيض في كتب نسب الطالبية من وجود بقايا لهم في تلك الديار . و هؤلاء لا يمكن القول بفنائهم و اندثارهم أجمعين . و من أشهر الكتب المتقدمة التي ذكرت نسب هؤلاء كتاب :" سر السلسلة العلوية " لأبي نصر البخاري ، و كتاب ابن أبي جعفر العبيدلي صاحب " تهذيب الأنساب " الذي ذيل عليه ابن طباطبا ، و كتاب " منتقلة الطالبية " . و من أجود الكتب التي فصلت في نسب هؤلاء كتاب " لباب الأنساب" لابن فندق البيهقي ، و هو صاحب كتاب " صوان الحكمة " و غيره من المؤلفات . و قد ذكر فيه من بيوتهم و رجالهم عدداً لا بأس به ، و غالبهم من أهل السنة و الزيدية . ثم كتاب الفخر الرازي المطبوع باسم " الشجرة المباركة " ، و كتاب الأزورقاني المروزي الحسيني تلميذ الفخر الرازي . و مثل هؤلاء لا يتواطؤون على الكذب و التخرص ، فلا ريب في وجود بيوت لهم في تلك الديار .
2-ما ورد في " رحلة ابن بطوطة " من أن عدد الأشراف بشيراز في عهده كان 1400 ونيف .
و من أهم الأسباب التي أخفت ذكر هذه البيوت العلوية هو انتشار الرفض ، فإن الرفض في أصله نبتة عجمية صريحة ، و لا يجتمع الشرف والعجمة كما لا تجتمع النار مع الماء إلا أن يغلب أحدهما الآخر . و البلاد عندما كانت بأيدي أهل السنة و أمرائها و عامتها كانت البيوت العلوية معروفة ، و لكن عندما تسلطن الأدعياء كالصفوية و من بعدهم ضاعت الأنساب تبعاً لضياع الأديان .
و المظنون أن بعض هذه الأسر و البيوت العلوية قد دخلت في عداد عامة الناس و تناست فيما تناست أنسابها كما تناست أديانها من قبل ..
و هنا يروج الأدعياء و يظهر الكذابون ، فتفتعل الأنساب و تركب الأعمدة ، وتوضع الشجرات والجرائد الباطلة ، و الله المستعان .

بحث سريع