معني الصوم حكمه وفضله

بواسطة | إدارة الموقع
2005/03/19

* الله عز وجل نوَّع العبادات ليختبر العبد هل يتبع هواه، أم يمتثل أمر ربه، فجعل من الدين ما ينقسم إلى كف عن المحبوبات كالصيام، فإنه امتناع عن المحبوبات من الطعام، والشراب، والجماع، ابتغاء وجه الله.
من الدين ما هو بذل للمحبوبات كالزكاة، والصدقة، وذلك بذل للمحبوب وهو المال ابتغاء وجه الله.
وربما يهون على المرء أن ينفق ألف ريال ولا يصوم يوماً واحداً، أو بالعكس، فنوع الله العبادات ليختبر العباد.
* صلاح القلب:
صلاح القلب واستقامته بإقباله بالكلية على ربه وأنسه به، ولما كان فضول الطعام والشراب والكلام والمنام وفضول مخالطة الأنام مما يقطعه عن ربه، ويزيده شعثاً، ويشتته في كل واد اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات التي تعوقه عن سيره إلى الله تعالى.
شرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده عكوف القلب على الله وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن غيره، وشرع للأمة حبس اللسان عن كل ما لا ينفع في الآخرة، وشرع لهم قيام الليل الذي ينفع القلب والبدن.
* الصوم: هو الإمساك عن الأكل، والشرب، والجماع، وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، بنية الصوم، تقرباً إلى الله عز وجل.
* حكمة مشروعية الصيام:
1- الصيام وسيلة لتقوى الله عز وجل بفعل الواجبات وترك المحرمات.
2- والصيام يعود الإنسان على ضبط النفس، وكبح جماحها، وتدريب على تحمل المسؤولية، والصبر على المشاق.
3- والصوم يجعل المسلم يشعر ويحس بآلام إخوانه، فيدفعه ذلك إلى البذل والإحسان إلى الفقراء والمساكين، فتتحقق بذلك المحبة والأخوة.
4- وفي الصوم تزكية للنفس، وتطهير لها من الأخلاق الرذيلة، والأخلاط الرديئة، وفيه راحة للجهاز الهضمي يستريح فيها من الامتلاء والتفريغ فيستعيد نشاطه وقوته.
* صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، فرضه الله عز وجل في السنة الثانية من الهجرة.
* شهر رمضان أفضل الشهور، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم النحر أفضل أيام العام، وليلة القدر أفضل ليالي العام.
* حكم صوم رمضان:
يجب صوم رمضان على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر على الصوم، مقيم، ذكراً كان أو أنثى، خال من الموانع كالحيض والنفاس وهذا خاص بالنساء.
وقد أوجب الله الصيام على هذه الأمة كما أوجبه على الأمم قبلها.
قال الله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (البقرة/183)
* فضل شهر رمضان:
إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، ولله فيه كل ليلة عتقاء من النار، وفيه ليلة خير من ألف شهر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)). متفق عليه(1) * * فضل الصوم:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فِيهِ أطيب عند الله من ريح المسك )) متفق عليه(2)
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)). متفق عليه(3)
3- عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون )) متفق عليه(4)
__________

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3277)، ومسلم برقم (1079)، واللفظ له. (2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1894)، ومسلم برقم (1151)، واللفظ له.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1901)، ومسلم برقم (760)
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3257)، واللفظ له، ومسلم برقم (1152)

بحث سريع