الاعتكاف: هو لزوم مسجد لطاعة الله تعالى على صفة مخصوصة من رجل أو امرأة.
* الاعتكاف حبس النفس على عبادة الله تعالى والأنس به، وقطع العلائق عن الخلائق، وإخلاء القلب من كل ما يشغل عن ذكر الله عز وجل.
* حكم الاعتكاف:
الاعتكاف يجوز كل وقت، ويصح بلا صوم، ويجب بالنذر، ويسن في رمضان، وأفضله وآكده في العشر الأواخر من رمضان.
وهو في المسجد الحرام، أو المسجد النبوي، أو المسجد الأقصى أفضل من غيرها، فإن عيَّن الأعلى كالمسجد الحرام لم يجز فيما دونه، وإن عَيَّن الأدنى، جاز الاعتكاف فيه وفي الأعلى.
* يشترط لصحة الاعتكاف: أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة، وهو مع الصوم أفضل، ولا يصح من جنب، ولا حائض، ولا نفساء، أما المستحاضة فيصح اعتكافها.
* أفضل المساجد: المسجد الحرام، والصلاة فيه بمائة ألف صلاة، ثم المسجد النبوي، والصلاة فيه بألف صلاة، ثم المسجد الأقصى والصلاة فيه بمائتين وخمسين صلاة.
* من نذر الصلاة أو الاعتكاف في أحد المساجد الثلاثة لزمه كما سبق، ومن نذر الصلاة أو الاعتكاف في غيرها فلا يلزمه إلا لمزية شرعية فيصلي ويعتكف في أي مسجد شاء.
* بداية الاعتكاف ونهايته:
1_ من نذر اعتكافاً في زمن معين، دخل معتكفه قبل ليلته الأولى قبل غروب الشمس، وخرج بعد غروب شمس اليوم الأخير كأن يقول: علي أن أعتكف أسبوعاً من شهر رمضان مثلاً.
2_ إذا أراد المسلم اعتكاف العشر الأواخر من رمضان دخل معتكفه قبل غروب شمس ليلة إحدى وعشرين وخرج بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان.
* يسن للمعتكف الاشتغال والاجتهاد بأنواع العبادة كتلاوة القرآن، والذكر، والدعاء، والاستغفار، وصلاة النوافل، والتهجد، واجتناب ما لا يعنيه، من قول أو فعل.
* يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد لقضاء حاجة، ووضوء، وصلاة جمعة، وأكل، وشرب ونحو ذلك كزيارة مريض، أو اتباع جنازة من له حق عليه كأحد الوالدين، أو قريب، أو نحوهما.
* يجوز للمرأة أن تزور زوجها في معتكفه، وتتحدث معه ساعة ونحوها، وكذا أهله وأصحابه.
* أفضل الاعتكاف اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، وإن قطعها أو قطع بعضها فلا حرج عليه إلا أن يكون اعتكافه منذوراً.
* يسن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان للرجل والمرأة.
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده. متفق عليه(1)
* يصح اعتكاف المرأة في المسجد إذا أذن لها وليها، وأمنت الفتنة، وكانت طاهرة من الحيض أو النفاس، ويجب أن تعتزل الرجال فتكون في خباء خاص بالنساء.
* يبطل الاعتكاف بالخروج لغير حاجة، ووطء امرأته، وردته، وسكره، والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
* يجوز نوم الرجال أو النساء في المسجد في زمن الاعتكاف وغيره.
* ترجى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وآكدها ليالي الوتر، وأرجاها ليلة سبع وعشرين، ويسن أن يعتكف العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر.
* مدة الاعتكاف:
يجوز الاعتكاف في أي زمن وفي أي مدة ليلاً أو نهاراً أو أياماً.
1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((أوفِ نذرك)). فاعتكف ليلة. متفق عليه(2)
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي اقبض فيه اعتكف عشرين يوماً. أخرجه البخاري(3)
__________

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2026)، واللفظ له، ومسلم برقم (1172)
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2042)، واللفظ له، ومسلم برقم (1656) في كتاب الإيمان.
(3) أخرجه البخاري برقم (2044)