النصب في الخوارج

بواسطة | د. سليمان بن سالم السحيمي .
2005/03/26
لقد عرف أصحاب كتب المقالات والفرق الخوارج بتعريفات عدة وهي متقاربة في مضمونها :
فذكر الأشعري أن الخوارج اسم يقع على طائفة معينة وهم الخارجون على الإمام علي رضي الله عنه وأن هذا الخروج هو السبب في تسميتهم بهذا الاسم فقال : (( والسبب الذي سموا له خوارج خروجهم على علي بن أبي طالب لمكا حكم )) ([1]).
كما نص على ذلك البغدادي في كتابه الفرق([2]) والسكسكي([3]) في البرهان([4]) .
أما الشهرستاني فقد عرفهم بتعريف أعم إذ اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان فقال : (( الخوارج كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً ، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين ، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان )) ([5]) .
ونجد ابن حزم قد بين أن اسم الخارجي يتعدى إلى كل من أشبه أولئك النفر الذين خرجوا على علي رضي الله عنه أو شاركهم في الآراء والمعتقد فقال : (( ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم ، وتكفير أصحاب الكبائر ، والقول بالخروج على أئمة الجور ، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار ، وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي ، وإن خالفهم فيما ذكرنا فليس خارجيا )) ([6]).
وهذا التعريف الذي أورده ابن حزم بناءً على أن العبرة بالأفكار والمعتقد لا بالأشخاص والزمن ، فمن اعتقد شيئاً مما يعتقده الخوارج ففيه خصلة وصفة من صفاتهم في أي زمان كان . ولا شك أن الخوارج يدخلون تحت مسمى النصب لأن أعظم النصب التكفير وهو مقولة الخوارج في علي رضي الله عنه ، وقد وقع الإجماع منهم على ذلك كما حكاه أرباب الفرق والمقالات .
وفي ذلك يقول الشهرستاني : بعد تعداده لأكبر فرق الخوارج (( ويجمعهم القول بالتبرئ من عثمان وعلي رضي الله عنهما ويقدمون ذلك على كل طاعة )) ([7]) .
ويقول الأشعري : (( أجمعت الخوارج على إكفار علي بن أبي طالب رضوان الله عليه )) ([8]). وقال الإسفرائيني : (( وكلهم – أي الخوارج – متفقون على أمرين لا مزيد عليهما في الكفر والبدعة أحدهما : أنهم يزعمون أن علياً وعثمان ، وأصحاب الجمل ، والحكمين وكل من رضي بالحكمين كفروا كلهم )) ([9]). وقال المقدسي : (( وأصل مذهبهم إكفار علي بن أبي طالب رضي الله عنه والتبرؤ من عثمان بن عفان رضي الله عنه )) ([10]). وقد نص أيضاً على أن الخوارج مجمعون على إكفار علي رضي الله عنه والتبرؤ منه البغدادي([11])والسكسكي ([12]) والملطي([13])([14]) والرازي([15]) وابن حجر([16]) وغيرهم .
ولعمر الله أن هذا المعتقد أقبح النصب وأفحشه . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وكان شيطان الخوارج مقموعاً لما كان المسلمين مجتمعين في عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ، فلما افترقت الأمة في خلافة علي رضي الله عنه ، وجد شيطان الخوارج موضع الخروج فخرجوا وكفروا علياً ومعاوية ومن والاهما ، فقاتلهم أولى الطائفتين بالحق علي بن أبي طالب )) ([17]).
ويظهر معتقد الخوارج هذا بيناً واضحاً في الخطب والرسائل التي صدرت من رؤساء فرقهم([18]) لحث أنصارهم أو الرد على مخالفيهم . فقد كتب عبد الله بن وهب الراسبي([19]) وأصحابه إلى علي رضي الله عنه رداً على دعوته لهم للإقبال إليه فقالوا : أما بعد ، فإنك لم تغضب لربك ، ولكن غضبت لنفسك ، فإن شهدت على نفسك أنك كفرت فيما كان من تحكيمك ، واستأنفت التوبة والإيمان ، نظرنا فيما سألتنا من الرجوع إليك ، وإن تكن الأخرى ، فإننا بذلك على سواء {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } ([20])([21]). وقال الراسبي بشأن الحكومة : أما بعد : (( فإن هذين الحكمين قد حكما بغير ما أنزل الله ، وقد كفر إخواننا حين رضوابهما ، وحكموا الرجال في دينهم ، ونحن على الشخوص من بين أظهرهم ، وقد أصبحنا والحمد لله ونحن على الحق بين هذا الخلق )) ([22]). و مما جاء عن نافع بن الأزرق([23]) و أصحابه عند ذهابهم إلى مكة ومقابلة عبد الله بن الزبير إذ تناظروا فيما بنهم فقالوا : ندخل إلى هذا الرجل فننظر ما عنده فإن قدم أبابكر وعمر ، وبريء من عثمان وعلي ، وكفر أباه وطلحة – بايعناه – وإن تكن الخرى ظهر للنا ما عنده ، فتشاغلنا بما يجدي علينا … )) ([24]).
و مما كتبه صالح بن المسرح([25]) إلى شبيب الخارجي([26]) يبين فضل الجهاد ومقاتلة الفاسقين الناكثين لعهد الله فبعد أن ذكر نعمة عز وجل ببعثه محمداً صلى الله عليه وسلم ، أثنى على ولاية أبي بكر وعمر ، وقدح في عثمان وتبرأ منه ثم قال : (( وولى أمر الناس من بعده علي بن أبي طالب ، فلم ينشب أن حكم في أمر الله الرجال وشك في أهل الضلال وركن وأدهن ، فنحن من علي وأشياعه براء ، فتيسروا رحمكم الله لجهاد هذه الأحزاب المتحزبة وأئمة الضلال الظلمة ، وللخروج من دار الفناء إلى دار البقاء … )) ([27]).
وكتب المستورد([28]) إلى سماك بن عبيد الزدي العبسي فقال : من عبد الله المستورد إلى سماك بن عبيد الأزدي العبسي أما بعد : (( فقد نقمنا على قومنا الجور في الأحكام وتعطيل الحدود والإستئثار بالفيء ، وغنا ندعوك إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وولاية أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما ، والبراءة من عثمان وعلي لإحداثهما في الدين وتركهما حكم الكتاب فإن تقبل فقد أدركت رشدك ، وإلا تقبل فقد أبلغنا في الإعذار إليك وقد آذناك بحرب ، فنبذنا إليك على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين )) ([29]).
ومما قاله المختار ((أبو حمزة)) ([30]) في خطبة له بمكة (( ثم ولي علي بن أبي طالب ، فلم يبلغ من الحق قصداً ، ولم يرفع له مناراً ، ثم مضى لسبيله … )) ([31]).
ومما يؤكد هذا المعتقد ما ورد في الرسالة التي يقال أن ابن إباض([32]) بعث بها إلى عبد الملك بن مروان وفيها يصف سلفه من الخوارج إذ قال : (( بأنهم أصحاب عثمان الذين أنكروا عليه ما أحدث من تغيير السنة ، وفارقوه حين أحدث ما أحدث وترك حكم الله وفارقوه حين عصى ربه ، وهم اصحاب علي ابن أبي طالب حتى حكم عمرو بن ابي العاص ، وترك حكم الله وأنكروه عليه وفارقوه فيه وأبوا أن يقروا الحكم لبشر دون كتاب الله ، فهم لمن بعدهم أشد عداوة واشد مفارقة وكانوا يتولون في دينهم وسنتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر عمر بن الخطاب ويدعون إلى سبيلهم ويرضون بسنتهم ، على ذلك كانوا يخرجون ، وإليه يدعون وعليه يتفارقون ، فهذا خبر الخوارج نشهد الله والملائكة إنا لمن عاداهم أعداء وإنا لمن والاهم أولياء بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا .. غير أنا نبرأ إلى الله من ابن الأزرق واتباعه من الناس .. )) ([33]).
وفي ذلك يقول الورجلاني([34]) : (( وأما علي فقد حكم بأن من حكم فهو كافر ثم رجع على عقبيه وقال من لم يرض بالحكومة كافر فقاتل من رضي الحكومة وقتله وقاتل من أنكر الحكومة وقتله ، وقتل أربعة آلآف أواب من أصحابه واعتذر فقال إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم فقد قال الله عز وجل فيمن قتل مؤمناً واحداً { ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }([35]) فحرمه الله من سوء بخته الحرمين وعوضه دار الفتنة العراقين فسلم أهل الشرك من بأسه وتورط في أهل الإسلام بنفسه )) ([36]).
وهذا هو معتقد الإباضية إلى يومنا هذا وفي ذلك يقول صاحب كتاب الكشف والبيان عند ذكره لعثمان رضي الله عنه وقتله (( قد علم أهل البصائر وأولو الألباب أن المسلمين اجتمع رأيهم على قتله بما استوجب عندهم من بغيه وإحداثه الأحداث ووضعه الأمور في غير موضعها ، وقد علم أهل البصائر وأولو الألباب أن أبا بكر وعمر لم يكونا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عثمان وعلي ولم يكن لهما مع المسلمين فضل منزلة إلا بتقوى الله وطاعته وإتباع أمره فلما خالفا هذين وتركا حكم كتاب الله وخالفا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهما المسلمون وشهدوا عليهما بما شهد به عليهما كتاب الله وأنزلاهما حيث أنزلا أنفسهما فليتق الله أهل الشك والضلال لا يقذفون المسلمين بالفرى والبهتان وقد استبان لكل ذي لب صنيعهما )) ([37]).
وقال أيضاً في مسألة التحكيم (( وكان الواجب عليه إن تكن الحكومة حقاً أن يقبل بما حكم عليه ويوفي بما عاهد عليه وإن تكن الحكومة ضلالاً فقد كان ينبغي له أن لا يحكم فلا هو رضي ممن حكمه ولا هو اتبع من نصحه فانسلخ من الأمر وبقي مخذولاً حتى قتل وكانت خلافته ست سنين )) ([38]).
ويقول صاحب كشف الغمة (( فلعمري لئن كانت الحكومة عدلاً وصواباً لقد هلك علي لسفكه الدماء قبلها ، وكان معاوية أحق بالعدل منه لأنه الداعي إليه ، ولئن كانت الحكومة خطأ وضلالاً لقد هلك علي بدخوله فيه فأي الأمرين كان فما لعلي مخرج )) ([39]).
ويقول بكير بن سعيد أعوشت وهو أباضي معاصر في ثنائه على عبد الله ابن وهب الراسبي وأنه الإمام الحق (( وبعد أن جمع علي جيشه ، ومن بقي تحت طاعته من الجند فكر في إعادة الكرة على معاوية وإخماد ثورته ومحاولة إخضاعه من جديد ، ولكن بعض أصحابه أشاروا عليه بمحاربة عبدالله بن وهب الراسبي هذا الخليفة الجديد الذي وصل إلى منصب الخلافة عن طريق البيعة وهو الطريق الشرعي للخلافة ، واقتنع علي بصواب الرأي فعدل عن محاربة معاوية إلى محاربة عبد الله بن وهب ، وكان أتباع عبد الله بن وهب يعتقدون أن إمامهم هو الإمام الحق وأن كلا من علي بعد التحكيم والعزل ومعاوية ثائران يجب عليهما الرجوع إلى حظيرة الإمامة والأمة )) ([40]).
وهذا هو قول عموم الإباضية اليوم إذ يعتبرون عبد الله بن وهب هو الإمام الحق ، كما أن أهل النهراون([41]) هم أهل الحق والعدل([42]).
وقال صاحب كتاب الكشف والبيان عن الحسن رضي الله عنه عند ذكره لولايته (( ولما قتل علي تولى الحسن بن علي أمر أصحابه وجهز قيس بن سعد ابن عبادة لحرب معاوية فلما علم معاوية ذلك كاتب الحسن وخدعه كما خدع أباه من قبله فأرسل بأواق من ذهب وفضة وكما بلغنا وكتب إليه : والله إنك لأعز من ابني فاجعل الخلافة لي وادخل في طاعتي فإني أحق بها منك لسني وإني جاعلها لك من بعدي فيجمع الله أمرنا وتضع الحرب أوزارها فركن الحسن إلىقوله وطمع في الملك من بعد موته وترك ما كان يطلب بالأمس من كتاب الله وسنة نبيه وقتال الفئة الباغية …))
وقال عنه أيضاً : (( وباع الحسن الآخرة بالدنيا وقد قال تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار }([43])([44]).
وجاء في كشف الغمة في بيان منزلة الحسن والحسين رضي الله عنه الله عنهما عند الإباضية قوله (( فإن قال ما تقولون في الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب قلنا إنهما في البراءة فإن قال من اين أوجبتم عليهم البراءة وهما ابنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أوجبنا عليهما البراءة بولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه وجوره وبقتلهما عبد الرحمن بن ملجم([45]) رحمه الله وتسليمهما الإمامة لمعاوية بن أبي سفيان وليس قرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمغنية عنهما شيئاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض ما يوصي به قرابته (( يا فاطمة بنت رسول الله ويا صفية عمة رسول الله ويا بني هاشم اعملوا لما بعد الموت )) ([46]).
وقد أثنى الخوارج عموماً على عبد الرحمن بن ملجم قبحه الله ، قاتل علي رضي الله عنه ، واعتبروه شهيداً وفي ذلك يقول شاعرهم عمران بن حطان([47]) :
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكــره حيناً فأحسبه
أوفى الــبرية عند الله ميزاناً([48])
فهذه عقيدة الخوارج في علي وبنيه رضي الله عنهم وبها يتبين صدق ما ذكره أصحاب كتب الفرق والمقالات فيما نسبوه للخوارج من تكفير علي وبنيه رضي الله عنهم ، فأي نصب أعظم من هذا ، وأي تفريط وجفاء في حقه رضي الله عنه ، وسنأتي على بيان بطلان ذلك عند مناقشة الشبه والإدعاءات التي جعلوها سبباً ومطية لهذا القول ، وذلك بعد إستيفاء من ثبت في حقهم النصب لأن الشبه والأكاذيب متقاربة و { ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون }([49]) .



([1]) مقالات الإسلاميين (1/207) .
([2]) الفرق بين الفرق (74073) .
([3]) هو : عباس بن منصور بن عباس أبو الفضل التريمي السكسكي ، فقيه يماني من الشافعية ولي القضاء في تعز ، ولد سنة 616هـ – وكانت وفاته سنة 683هـ .
([4]) البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان (17) .
([5]) الملل والنحل (1/114) .
([6]) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/113) .
([7]) النملل والنحل (1/115) .
([8]) مقالات الإسلاميين (1/176) .
([9]) التبصير في الدين (45) .
([10]) البدء والتاريخ (5/135) .
([11]) الفرق بين الفرق (73) وأصول الدين (332) .
([12]) البرهان (19) .
([13]) هو : محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسين الملطي العسقلاني عالم بالقراءات من فقهاء الشافعية كانت وفاته بعسقلان سنة 377هـ . انظر الأعلام (5/311) .
([14]) التنبيه والرد (50) .
([15]) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (46) .
([16]) هدى الساري مقدمة فتح الباري (459) .
([17]) مجموع الفتاوى (19/89) .
([18]) لقد تفرقت الخوارج إلى عدة فرق بلغ بها بعض كتاب الفرق والملل والنحل عشرين فرقة ، ومما يلاحظ ، إن الخلاف بين هذه الفرق لم يكن في أمور خطيرة تؤدي إلى الانشقاق وتكوين فرق مستقلة ، بل أن معظم نزاعاتهم كانت تدور في كثير من الأحيان حول أمور فرعية ولعل أهم فرق الخوارج المحكمة الأولى ، والأزارقة ، والنجدات ، والصفرية ، والأباضية وما عداها من الفرق فهي متفرعة منها وداخلة فيها )) . انظر في ذلك الفرق بين الفرق (72) والتبصير في الدين (45) والملل والنحل (115) والبرهان (20) ودراسة عن الفرق لأحمد جلي (52) .
([19]) عبد الله بن وهب الراسبي ن الأزد من أئمة الأباضية وهو أول من أمره الخوارج عليهم أول ما اعتزلوا ، بايعوه لعشر بقين من شوال سنة 37هـ وكان ممن قاتل علياً رضي الله عنه بالنهروان فقتل مع أصحابه لسبع خلون من صفر سنة (38) . انظر الكامل للمبرد (2/119) والفرق بين الفرق (75-76) والتبصير (46) والأعلام (4/142) .
([20]) سورة يوسف آية (52) .
([21]) الكامل لابن الأثير (3/339) وتاريخ الطبري (3/117) وديوان الخوارج (258) جمعه وحققه د./ نايف معروف .
([22]) المصدر السابق .
([23]) أبو رشاد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري – الوائلي – الحروري كان رئي الخوارج بالبصرة والأهواز وأحد رؤسهم ومصتفي كتبهم وشجعانهم وقد اشتدت شوكته في عهد عبد الله بن الزبير في سنة 65هـ فبعث إليه عبد الله بن الحارث مسلم بن عيسى بن كريز على رأس جيش كثيف فاشتد بينهم القتال حتى قتل مسلم أمير الجيش وقتل نافع أمير الخوارج ، وإليه تنسب فرقة الأزارقة . انظر الكامل للمبرد (2/171) وخطط المقريزي (2/354) والفرق بين الفرق (82-83) والملل والنحل (118-119) والبرهان (20-21) والأعلام (8/351) .
([24]) الكامل للمبرد (3/277-278) وانظر تاريخ الطبري (3/398) .
([25]) صالح بن مسرح التميمي زعيم الصفرية ، وأول من خرج فيهم ، كان كثير العبادة يقيم في أرض دارا والموصل والجزيرة فدعا قومه إلى الخروج فأجابوه ، فنشبت بينه وبين محمد بن مروان أمير الجزيرة وقائع حتى بعث إليه بالحارث بن عميرة فقتله وكان ذلك في سنة 76هـ. انظر تاريخ الطبري (3/558-559) والفرق بين الفرق (110) والأعلام (3/197) .
([26]) شبيب بن زيد بن نعيم بن قيس الشيباني – أبو الضحاك الخارجي – خرج أول الأمر بالموصل ، فبعث إليه الحجاج خمسة قواد فقتلهم واحداً بعد واحد ، ثم رحل يريد الكوفة ، فقصده الحجاج بنفسه فنشبت بينهما معارك فشل فيها الحجاج فأنجده عبد الملك بجيش من الشام وليّ قيادته سفيان بن الأبرد الكلبي فتكاثر الجمعان على شبيب فقتل كثيرون من أصحابه ، ونجا بمن بقي منهم فمر بجسر دجيل (في نواحي الأهواز ) فغرق فيه وكان هذا سنة 77هـ وإليه تنسب فرقة الشبيبية . انظر الخطط للمقريزي (1/355) ووفيات الأعيان (1/223) والفرق بين الفرق (111-112) والتبصير (60-61) والعبر (1/64-65) والإعلام (3/157) .
([27]) تاريخ الطبري (3/556) وانظر ديوان الخوارج (253) .
([28]) المستورد بن علفة التيمي ، من تيم الرباب ثائر من الأباضية ، كان من الذين تخلوا عن قتال علي رضي الله عنه في النهروان ، ثم عاود الخروج بعد ذلك فبايعه الخوارج ولقبوه أمير المؤمنين وكان خروجه في الكوفة على المغيرة بن شعبة سنة (42هـ) فقاتله المغيرة وسير إليه معقل بن قيس الرياحي في ثلاثة آلاف ، فحصلت بينهم وقائع هائلة أدت إلى مقتل المستورد ومعقل معاً وهما متبارزان ، على مقربة من دجلة )). انظر الكامل (4/425) وتاريخ الطبري (3/178 وما بعدها) والأعلام (7/215) .
([29]) تاريخ الطبري (3/183) والكامل لابن الأثير (4/425) .
([30]) المختار بن عوف بن سليمان بن مالك الأزدي السليمي البصري – أبو حمزة ثائر فتاك ، من الخطباء القادة ، ولد بالبصرة وأخذ بمذهب الأباضية كان ممن يدعون إلى الخروج على مروان بن محمد ، وقيل أنه استولى على مكة ومر بالمدينة فقاتله أهلها في قديد فقتل منهم نحو سبعمائة وقد أرسل إليه مروان عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فالتقيا بوادي القرى سنة (130) فاقتتل الجمعان فانهزم أصحاب أبو حمزة إلى مكة فلحقهم ابن عطية السعدي فكانت بينهم وقعة انتهت بمقتل أبي حمزة . انظر البداية والنهاية (10/37-39) والأعلام (7/192) .
([31]) البيان والتبيين (2/109-110) والعقد الفريد (4/144) .
([32]) عبد الله بن أباض بن تيم اللات بن ثعلبة التميمي ، من بني مرة بن عبيد بن مقاعس اختلف المؤرخون وأرباب الفرق في هويته وسيرته وتاريخ وفاته فيذهب الشهرستاني إلى أنه هو الذي خرج أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ، ويذهب الطبري إلى أنه كان مع نافع بن الأزرق وأنه انشق عنه ، والأباضية يؤيدون ما ذهب إليه الطبري فيقولون أنه ظهر في زمان معاوية وعاش إلى زمن عبد الملك بن مروان ، وإليه تنسب الإباضية كما ذكر ذلك أصحاب المقالات والفرق بينما نجد علماء الإباضية ينسبون إلى عبد الله بن إباض دوراً ثانوياً بالمقارنة مع جابر بن زيد الأزدي الذي يعتربونه إمام أهل الدعوة ومؤسس فقههم ومذهبهم ويجمع المؤرخون والمفكرون الأباضيون على أن عبد الله بن إباض كان يصدر في كل أقواله وأفعاله عن جابر بن زيد . انظر الملل والنحل (134) وتاريخ الطبري (3/398-399) والعقود الفضية في أصول الأباضية لسالم بن حمد الحارثي (121-122) ودراسات إسلامية في الأصول الإباضية لبكير ابن سعيد آعوشت (18) والأصول التاريخية للفرقة الإباضية د. عوض محمد خليفات (9) والأعلام (4/36) ودراسة عن الفرق . أحمد جلي (62) .
([33]) العقود الفضية في أصول الإباضية (35) وانظر دراسات إسلامية لبكير بن سعيد (19) .
([34]) هو : يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراني الورجلاني ، ابو يعقوب ، عالم بأصول الفقه ، إباضي من أهل ورجلان بالمغرب رحل في شبابه إلى الأندلس ، وسكن قرطبة وكانت وفاته سنة 570هـ . انظر الأعلام (8/212) .
([35]) سورة النساء آية (93) .
([36]) الدليل لأهل العقول للورجلاني (28) .
([37]) الفرق الإسلامية من خلال الكشف والبيان لأبي سعيد محمد بن سعيد الأزدي (59) حققه وقدم له محمد بن عبد الجليل وأشار في مقدمته إلى أنه مؤلف قبل 1070هـ .
([38]) المصدر السابق (87) .
([39]) كشف الغمة (279) نقلاً عن الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية (47) رسالة ماجستير لغالب علي العواجي 1399هـ .
([40]) دراسات إسلامية في أصول الأباضية (27-28) .
([41]) النهروان هي ثلاث تهروانات الأعلى والأوسط والأسفل وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد ، وهي التي كانت فيها وقعة الخوارج مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه . انظر معجم البلدان (5/325) وتاريخ الطبري (3/113 وما بعدها) .
([42]) انظر مجلة جبرين التي يصدرها الطلبة العمانيون في الأردن يوم الإثنين 29/07/1404هـ . في لقاء مع مفتي سلطنة عمان أحمد الخليلي (23-33) .
([43]) سورة هود آية (113)
([44]) الكشف والبيان للقلهاني (89).
([45]) هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري الخارجي ، كان من شيعة علي رضي الله شهد معه صفين ، ثم خرج عليه فاتفق مع البرك وعمرو بن بكر على قتل علي ومعاوية ، وعمرو بن العاص في ليلة واحدة (17رمضان) فقصد الكوفة واستعان برجل يدعى شبيباً الأشجعي فلما كان الموعد كمنا خلف الباب الذي يخرج منه علي لصلاة الفجر فلما خرج ضربه شبيب فأخطأه فضربه ابن ملجم فأصاب مقدمة رأسه ، فحمل عليهم بسيفه فأفرجوا له ، وتلقاه المغيرة بن نوفل بقطيفة رمى بها عليه وحمله وضرب به الأرض وقعد على صدره فلما توفى علي رضي الله عنه أحضر ابن ملجم بين يدي الحسن فاقتص منه ، وكان عابداً قانتاً لكن ختم بشر ظناً منه أن ذلك قربة إلى الله فبذلك صار من أشقى الناس وكان قتله سنة 40 هـ. انظر الكامل للمبرد (2/136) وطبقات ابن سعد (3/23) وميزان الإعتدال (2/592) 3/339.
([46]) كشف الغمة (288-289) .
([47]) هو: عمران بن حطان بن ظبيان السدوسي الشيباني الوائلي ، أبو سماك رأس القعدة من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم ، بلغ من خبثه في علي رضي الله عنه حتى قال هذه الأبيات كانت وفاته سنة 84هـ. انظر ميزان الاعتدال (3/235) والإصابة (3/177) والاعلام (5/70) .
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (9/56) كان أولاً من اهل السنة والجماعة فتزوج امرأة من الخوارج حسنة جميلة جداً فأحبها وكان هو ذميم الشكل فأراد أن يردها إلى السنة فأبت فأرتد معها إلى مذهبها وقد كان من الشعراء المغلقين .
([48]) الكامل للمبرد (3/169) والكشف والبيان للقلهاني (87) وديوان الخوارج (180-181) والفرق بين الفرق (39) والتبصير في الدين (54) .
([49]) سورة الأنفال (37).

بحث سريع