النصب في اللغة والاصطلاح

بواسطة |  د. سليمان بن سالم السحيمي
2005/03/26
النصب في اللغة : إقامة الشيء ورفعه([1]) نصب العلم ونصب الباب أي أقامه ورفعه([2]) ، وتيس أنصب منتصب القرنين وعنز نصباء منصوبة القرن([3]).
قال ابن منظور : ونصب له الحرب نصباً وضعها ، وناصبه الشر والحرب والعداوة مناصبة أظهره له ونصبه ، ويقال : نصب فلان لفلان نصباً إذا قصد له وعاداه ، وتجرد له([4]).
فالنصب إذاً : إظهار الشيء ورفعه ، فكل من أظهر شيئاً فقد نصبه .
أما في الإصطلاح : فالنصب : هو بغض علي وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين .
قال شيخ الإسلام بن تيمية عند حديثه عن يوم عاشوراء وما يفعل فيه (( وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان :
طائفة : رافضة يظهرون موالاة أهل البيت ، وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة ، وإما جهال ، وأصحاب هوى .
وطائفة ناصبة تبغض الإمام علياً ، وأصحابه ، لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى )) ([5]).
وقال الفيروز آبادي : والنواصب والناصبة ، وأهل النصب المتدينون ببغضة علي رضي الله عنه ، لأنهم نصبوا له أي عادوه([6]).
وقال ابن حجر : والنصب بغض علي وتقديم غيره عليه([7]).
وفي كليات أبي البقاء الكوفي([8]) : والنصب يقال أيضاً لمذهب ، هو بغض علي بن أبي طالب وهو طرفي النقيض من الرفض([9]) .
فكل من أبغض علياً أو أحد آل البيت فهو ناصبي ، ويدخل في ذلك الخوارج وهو أحد مسميتهم وفي ذلك يقول المقريزي عند ذكره للخوارج ويقال لهم النواصب : وهم الغلاة في حب أبي بكر وعمر وبغض علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين([10]) فكل خارجي إذاً ناصبي ولا العكس([11]) ويدخل في النصب أيضاً المعتزلة وبعض بني أمية ، كما يدخل الرافضة الذين يتنقصون العباس وابنه وزيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أو أحد آل البيت .


([1]) النهاية لابن الأثير (615) مادة نصب .
([2]) المعجم الوسيط (924) .
([3]) غريب الحديث للحربي (2/797) والمخصص لابن سيده (6/36) والمصباح المنير (607) .
([4]) لسان العرب (1/761) مادة نصب .
([5]) مجموع الفتاوى (25/301) .
([6]) القاموس المحيط (177) أداة نصب .
([7]) هدي الساري مقدمة فتح الباري (459) .
([8]) هو : أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكوفي –أبو البقاء- كان من قضاة الأحناف عاش وولي القضاء في ((كفة)) بتركيا ، وبالقدس وببغداد وعاد إلى إستانبول فتوفي بها وكان ذلك سنة 1094هـ . انظر الأعلام (2/38) .
([9]) (361) .
([10]) الخطط للمقريزي (2/354) .
([11]) أما الناصبة عند الرافضة : فهو من الألقاب الشنيعة التي يرمون بها أهل السنة إذا يطلقونه على كل من قدم أبا بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم في الخلافة ، لذلك روى حسين الدرازي في كتاب المحاسن النفسانية (145) بسنده. إلى محمد بن علي بن موسى قال : كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام عن الناصب هل يحتاج في امتحان إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما – فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصبي . وانظر : الأنوار النعمانية (2/307) .
ويعنون بالجبت والطاغوت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (( ويسمونهم بأسماء مكذوبة كقول الرافضي من لم يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهم فقد أبغض علياً ، لأنه لا ولاية لعلي إلا بالبراءة منهما ، ثم جعل من أحب أبا بكر وعمر ناصبياً . مجموع الفتاوى (5/112) .

بحث سريع