عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب

بواسطة | د. ناصر بن علي الشيخ
2005/04/03
هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي الهاشمي كان إسلامه قديماً قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين هاجر إلى المدينة وشهد بدراً ، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أول راية وأمره على سرية قبل وقعة بدر ومات رضي الله عنه عقب غزوة بدر إذ قطعت رجله فمات بالصفراء رضي الله عنه وأرضاه(1)
وقد وردت له بعض المناقب دلت على جليل قدره وعظيم مكانته :
1- فمن مناقبه رضي الله عنه أن أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له رضي الله عنه وأرضاه . ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد لعبيدة بن الحارث راية وأرسله في سرية قبل وقعة بدر فكانت أول راية عقدت في الإسلام(2) . وأما الواقدي فذكر أن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لحمزة(3) . قال الحافظ ابن حجر : (( ويمكن الجمع على رأي من يغاير بين الراية واللواء والله أعلم )) (4) .
2- ومن مناقبه رضي الله عنه أنه كان أحد الذين بارزوا يوم بدر فقد كان في حزب الله الذين قاتلوا في سبيل الله وهم حمزة وعلي وثالثهم عبيدة بن الحارث وحزب الشيطان كان يمثله عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . فقد روى الشيخان وغيرهما عن قيس بن عباد قال : (( سمعت أبا ذر يقسم قسماً أن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم }(5) نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة(6) . ففي هذا الحديث منقبة واضحة لعبيدة بن الحارث حيث إنه من الصحابة الذين أنزل الله فيهم قرآناً يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأكرم بها من منقبة فإنها أكسبته منزلة عظيمة وميزة شريفة رضي الله عنه وأرضاه .
وروى أبو داود بإسناده إلى حارثة بن مضرب عن علي قال : تقدم يعني عتبة بن ربيعة – وتبعه ابنه وأخوه فنادى من يبارز ؟ فانتدب له شباب من الأنصار فقال من أنتم ؟ فأخبروه فقال : لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( قم يا حمزة ، قم يا علي ، قم يا عبيدة بن الحارث )) (( فأقبل حمزة إلى عتبة ، وأقبلت على شيبة ، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان ، فأثخن كل واحد منهما صاحبه ، ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة )) (7) .
3- ومن مناقبه رضي الله عنه أن سبب وفاته ضربة بسيف في ساقه يوم بدر ضربه به عتبة بن ربيعة فكانت وفاته رضي الله عنه في سبيل الله فقد روى الحاكم بإسناده إلى عبد الله بن عباس وذكر حديث المبارزة وأن عتبة بن ربيعة قتل عبيدة بن الحارث مبارزة ضربه عتبة على ساقه فقطعها فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات بالصفراء منصرفه من بدر فدفنه هنالك(8) .
ذلك هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقد كان رضي الله عنه من السابقين الأولين إلى الإسلام حتى فارق الدنيا وهو على ذلك فرضي الله عنه وأرضاه .

1- الاستيعاب على حاشية الإصابة 2/436 – 438 ، الإصابة 2/442 ، أسد الغابة 3/356 – 357 .
2- سيرة ابن هشام 1/595 .
3- مغازي الواقدي 1/9 .
4- الإصابة 2/442 .
5- سورة الحج آية / 19 .

6- صحيح البخاري 3/5 ، صحيح مسلم 4/2323 .
7- سنن أبي داود 2/49 .
8- المستدرك 3/187 – 188 ثم قال عقبة : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

بحث سريع