حقوق آل البيت

بواسطة | د. الشريف حمزة بن حسين الفعر
2005/04/04

لي صديق يقول إنه من آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ودائماً أسمعه يردد : إن آل البيت لهم خمس بيت مال المسلمين ، ويقول أيضاً: إنه توجد آيات وأحاديث تدل على ذلك ، وعندما أردت أن أبحث في الموضوع وجدت قول الله – تعالى – : ( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى … الآية ) إذاً الخمس من المغنم في حالة الجهاد ليس لأهل البيت فقط، إنما لمن ورد في الآية أيضاً ، وأيضاً ما أخذ بغير قتال كما في قول الله في الآيات عموماً، هل صحيح أن دخل بيت المال الآن لهم فيه الخمس ؟ وإذا كان صحيحاً فهل من الواجب على كل من ينتسب إلى آل البيت أن يثبت لدولته نسبه ؟ آمل التفصيل في هذه المسألة للأهمية .
كما أن صديقي هذا دائماً يقول إذا اختلف مع أحد : يا شيخ أنت تصلي علينا في صلاتك يومياً ، يقصد الصلاة الإبراهيمية ، مع أنه ليس عليه علامات الصلاح ، لكن يحب دائماً أن يثير موضوع أنه من آل البيت ، وينبغي أن يعامل معاملة خاصة ، آمل من فضيلتكم التفصيل في كل هذا ، وإرشادنا إلى الكتب التي تتحدث عن هذا الأمر للاسترشاد .وجزاكم الله خيراً .

آل البيت هم قرابة الرسول – صلى الله عليه وسلم –المؤمنون به ، وإكرامهم واجب لحق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أمته ، وقد ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – التأكيد على هذا الحق في أدلة كثيرة منها :
1- الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم (2408) وغيره عن زيد بن أرقم – رضي الله عنه- والمعروف بحديث غدير خمّ وقد جاء فيه قوله – عليه السلام- : " أذكركم الله في أهل بيتي" قالها – عليه السلام – ثلاثاً .
2- وكذلك الحديث الذي رواه الترمذي (3758) وأحمد (1772) وغيرهما عن العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عم النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما شكا له من تجهم بعض الناس لهم ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله " وفي بعض الروايات : "حتى يحبكم لله ولقرابتي" رواها الإمام أحمد (1777) والحاكم (7043) ، وقد حرم الله عليهم أخذ الصدقة تكريماً لهم ، وعوضهم بأن جعل لهم خمس خمس المغنم ، وخمس الفيء ، ويدخل في الفيء عند كثير من العلماء المعادن الجامدة والسائلة التي توجد في باطن الأرض وتستخرج منها ، وكذلك الكنـز الذي يوجد من دفين الجاهلية .
وقد ذكر العلماء في كتب الأحكام السلطانية أن من واجبات ولي أمر المسلمين عمل نقابة لبني هاشم تثبت أنسابهم حتى لا يدخل معهم غيرهم ، ولا يضيع أحد منهم ، ليتمكن بواسطة هذه النقابة من إيصال حقوقهم الشرعية لهم .
وما ذكر صديقك من أنه يصلي عليهم كل مسلم في الصلاة الإبراهيمية في صلاته حق لا ريب فيه . ومع ذلك كله فإن هذا لا يعني إسقاط الواجبات أو بعضها عنهم أو التغاضي عن اقترافهم المآثم ومخالفتهم لشرع الله ؛ لأنهم في هذا كغيرهم من الناس ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – :" وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " رواه البخاري (3475) ومسلم (1688) وهم أحق الناس باتباع هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والاستمساك به ، وإنما المقصود إكرامهم والتلطف معهم ، والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من هفواتهم على حد قوله – عليه السلام – : " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " رواه أبو داود (4375) وأحمد (25474).
وننبه هنا إلى فئتين خالفتا منهج الشرع في حقوق آل البيت ، فئة ابتليت بكراهيتهم ، وغمط حقوقهم وإيذائهم ، ففرطوا فيما يجب لهم من المحبة المشروعة ، وفئة بالغت وأفرطت في دعوى حبهم حتى خالفوا شرع الله ، والحق بين الغالي والجافي ، وقد ذُكرت حقوق آل البيت في كتب السنة في أبواب الفضائل ، وألف فيها العلماء كتباً مفردة ،ومن ذلك :
01 استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذوي الشرف للإمام شمس الدين السخاوي .
02ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري.
03 إحياء الميت بفضائل أهل البيت للإمام السيوطي.
04 فضائل آل البيت للمقريزي.
05 الذرية الطاهرة للدولابي .
وغيرها كثير ، وللإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – كلام حسن جداً في هذا الباب في كتبهما . والحمد لله أولاً وآخراً .


المصدر: موقع الإسلام اليوم



بحث سريع